العدد: 9280
الثّلاثاء 29-1-2019
الحياة تلد الخلود والموت يرعاه فيظل حياً في وجدان البقاء.
عندما فرغت من عملي جلست وحيداً أفكر بما قمت به هل هو كما خططت له ويتناسب مع طموحي؟
لكن الذكريات داهمتني دون رغبة مني فغصتُ إلى أعماقها علّني أجد ما يسرّ النفس لكن الذاكرة اعتذرت لعدم ما أبحث عنه.
غلبني الأرق فأويت إلى فراشي لكن حالتي تلك رافقتني وجاءتني ذاكرتي وأفكاري بما يلامس الحقيقة، هو أن الحياة حلم لا ذكرى فيها إلا لمن يحتل مقعداً في ذاكرة الناس من خلال أقوال له أو عمل يقوم به.
فحياة المرء تبدأ من الطفولة التي يغلب اللهو واللعب، ثم تأتي مرحلة المراهقة التي يشعر فيها الحدث إن بمقدوره الاعتماد على نفسه، فهو يرى أنه على درجة من الرشد تمكّنه من قيادة سفينة حياته، إنها مرحلة الطيش واللا وعي، وتجد المراهق يندم ويستغرب ما أقدم عليه من أعمال في العام المنصرم ويستهجن تصرفاته التي لا تدلّ على نضوج، لكنّه رغم هذا لا يتمثل لنصائح ذويه ويعدّهم أقل إدراكاً منه.
فالعقول لا تنمو كشجر في غابة، بل يلزمها تهذيب وتقويم وعناية ليكون نموها سليماً وثمارها مما ذات طعم مميز، وإلا أصبحت كالنباتات الضارة التي يسعى المرء للتخلص منها، فالمراهق لا يرى إلا ما هو أمام عيشته التي تشده إليها الرغبة، ولا يفتكر بما يترتب على فعلته وما هي أبعاده والنتائج التي تتمخّض عنها.
قد يكون هناك تقصير من قبل الأهل كالإهمال بسبب ضغط الحياة أو الجهل، وهذا ينعكس على الناشئة وقد يؤدي إلى نتائج سلبية يحملها على كاهله مدى حياته.
فما سوية الأمم إلا بسوية منابع أطفالهم- قال أحدهم: أعطني أفراداً أسوياء أعطك واقعاً سوياً يلاحظ هذا على ما يسمى الأمة العربية التي ليست كأي أمة، كالتخلف ينهش جسدها، لكن القدماء العرب اخترعوا البوصلة والأجيال من بعدهم ضلوا الطريق، كما أوجدوا الصفر لكن العرب لا زالوا تحته.
والعرب يحمّلون مسؤولية فشلهم للغزوات التي مرت على بلدانهم، علماً أن هناك أمماً غُزيت مراراً وهي الآن بمصاف الأمم المتقدمة والمتطورة.
نديم طالب ديب