العدد: 9280
الثّلاثاء 29-1-2019
تأسست نقابة الفنانين التشكيليين في اللاذقية عام 1982 وتم تعديل تسميتها إلى اتحاد الفنانين التشكيليين عام 2010.
يضم الاتحاد جميع الفنانين من اختصاصات متعددة منها: التصوير الزيتي والمائي النحت الحفر التصميم الداخلي العمارة الداخلية الإعلان والاتصالات البصرية.
وكأي نقابة فهناك حقوق وواجبات تجاه أعضائها.
فهل فرع اتحاد الفنانين يؤدي دوره بشكل جيد؟ وهل أعضاء الفرع راضين عن أداء الاتحاد؟
دائما هناك آراء إيجابية وأخرى سلبية والسلب لا يعني النهاية أو القطيعة إنه مجرد رأي يحاول صاحبه من خلاله الحديث عما يراه سلبياً ويحاول تقديم طروحات تساعد في تحسين الأداء.
هكذا هي الحياة أخذ و ردّ مع أو ضد فالجميع مسؤولون عن نجاح أي عمل مشترك ولا تقع المسؤولية على عاتق شخص واحد.
حول فرع اتحاد الفنانين التشكيليين في اللاذقية التقينا رئيس الفرع التشكيلي فريد رسلان وبعض الأعضاء ليحدّثونا عن آلية عمل الاتحاد فكان الآتي:
بداية قال رسلان: اتحاد الفنانين التشكيليين هو الجهة المسؤولة عن تنظيم وتنشيط الحركة الفنية التشكيلية في المحافظة من خلال الفعاليات الفنية والثقافية التي يقيمها أو التي يشارك في إقامتها بالنسبة للفعاليات التي يقيمها الفرع تتمثل بشكل أساسي بتنظيم معرضين جماعيين سنويين أحدهما في الخريف أو أوائل الشتاء وهو المعرض السنوي لفناني اللاذقية والآخر في الربيع وبداية الصيف وهو معرض ربيع اللاذقية إضافة إلى معارض أخرى منها الجماعية أو الفردية أو المشتركة والتي تقام بناء على طلب الزملاء الفنانين الذين يرغبون بالعرض في صالة الباسل.
إضافة إلى ذلك فإن فرع الاتحاد يسهم في إقامة العديد من الندوات والمحاضرات الفنية التشكيلية بالتعاون مع بعض الجهات الأخرى كمديرية الثقافة ومنظمة طلائع البعث وجامعة تشرين، والشيء الملفت هو إقامة أيام الفن التشكيلي السوري من قبل وزارة الثقافة وهذه الفعالية بدأت منذ حوالي السنة، حيث يشارك فرع الاتحاد مع مديرية الثقافة باللاذقية وصالة الحكمية للفنون بإقامة معارض جماعية لفناني اللاذقية ضمن هذه الأيام التشكيلية، وقد لاقت هذه الفعالية صدىً إيجابياً واسعاً وأغنت الحراك التشكيلي في هذه المحافظة مع المعارض التي أقيمت بشكل منفصل في صالات أخرى.
بالنسبة للمشاركات في المعارض المركزية التي تقام في دمشق فإن فرع الاتحاد يقوم بتسهيل عملية اشتراك فناني اللاذقية في هذه المعارض من خلال استلام الأعمال وإرسالها إلى المكتب التنفيذي بدمشق ومن هذه المعارض على سبيل المثال: معرض تحية إلى حرب تشرين الذي تقيمه وزارة الدفاع بالتعاون مع الاتحاد العام للفنانين التشكيليين.
كما أودّ أن أشير إلى المعارض المشتركة التي ينظمها الفرع بالتعاون مع بعض فروع الاتحاد في المحافظات الأخرى.
أما فيما يخص الخريجين يتقدم طالب الانتساب بمصدقة تخرجه من إحدى كليات الفنون الجميلة ويرفع طلبه إلى المكتب التنفيذي بالاتحاد ويتم قبوله حتماً بصفة عضو متمرن لمدة عام ثم يرفَع آلياً إلى عضو أصيل.
أما بالنسبة إلى غير الخريجين يجب على كل طالب انتساب أن يتقدم إضافة إلى أوراقه الثبوتية بخمسة أعمال جديدة من إنتاجه تعرض على مجلس الفرع وترشح الأعمال ذات المستوى الجيد وترفع إلى المكتب التنفيذي وتعرض على لجنة القبول المركزية لتحديد إمكانية القبول من عدمه ويتم قبولهم بصفة عضو متمرن وبعد مضي ثلاث سنوات على انتسابه يتقدم بأعمال جديدة تثبت تطور مستواه الفني ونشاطه.
ولا بد هنا من الحديث عن الصناديق الاجتماعية التي أحدثها الأتحاد وهي حالياً:
– صندوق التقاعد: حيث يشترك كل فنان منتسب إلى الاتحاد بشكل إلزامي لهذا الصندوق ويستطيع الاستفادة من خدماته عندما يبلغ عدد سنوات اشتراكه ثلاثين عاماً وبعد أن يتجاوز عمر الزميل الخامسة والخمسين من عمره حيث يخصص له راتب شهري تقاعدي.
– صندوق الإعانة الفورية عند الوفاة: حيث يمكن للزميل المشترك الحصول على نصف المبلغ المحدد عند بلوغه الستين عاماً والنصف الآخر عند الوفاة يقبضه الورثة.وهناك مساعٍ للمكتب التنفيذي لإحداث صندوق ضمان صحي للفنانين.
الفنان التشكيلي بولس سركو
يسجل لفرع اتحاد الفنانين التشكيليين في اللاذقية أنه بالرغم من الظروف القاسية العامة على بلدنا جراء العدوان وبالرغم من ظروفه الخاصة القاسية أيضاً استمر في نشاطه التشكيلي وإقامة معارضه بشكل دوري وكانت فرصة لاجتماع الزملاء الفنانين بعضهم ببعض وملاقاتهم مع جمهور الفنّ التشكيلي المتزايد والذي كان يجد في تلك المعارض فسحة من الجمال والأمل تبعده عن الهمّ اليومي، والواقع أن الفنان التشكيلي لم يتوقف عن العطاء طوال سنوات الحرب والفن التشكيلي أصبح بفضل الإصرار والمتابعة حالة اجتماعية راسخة في مجتمعنا ولكنها حالة ماتزال بعد أكثر من قرن غير مكتملة والسبب الرئيس في ذلك عدم الاهتمام الرسمي بها بالشكل المطلوب فمؤسسات الدولة لا تقدم للفنان التشكيلي ولاتحاد الفنانين التشكيليين أي دعم مادي ولا تقدِم على اقتناء أعمال الفنانين التشكيليين وقد طالبت بذلك بصفتي عضواً في اللجنة الثقافية لمجلس محافظة اللاذقية في مداخلة رسمية رد عليها عضو المكتب التنفيذي الزميل محمد أيمن أوسطة بكتاب موجه للسيد رئيس مجلس المحافظة المهندس تيسير حبيب بتاريخ 27/12/2018 الذي وجه لعرض الموضوع على المجلس في أولى جلساته في الدورة التالية لكن ما حدث في الدورة الجديدة التي انتهت الخميس 24/1/2019 أن أزمة الغاز وغيرها من القضايا الملحّة طغت على أولويات المجلس لحلّ قضايا المواطنين وتأجّل البتّ في القضايا الأخرى لاجتماعات قادمة.
الفنانة التشكيلية عدوية ديوب
بالنسبة لرأيي.. النقابة لم تؤدّ دورها في تخفيف أعباء الفنان أو النزول عند حدود المسؤوليات الملقاة على عاتقها بتفعيل دور الفنان والفنانين وبدعم اللوحة الفنية كحامل بصري فني قيّم ومهمّ واستشراقي واستباقي أحياناً لكل ما يجري في المجتمع من إحداث وتطلعات تعتمد التحليل والتركيب والإضافة والإبداع مما يسهم في رفع ودعم قيمة الفن والفنانين التشكيليين في المجتمع ويعزز دورهم الإنساني والاجتماعي والجمالي وحتى العلمي في الحياة اليومية..
وتكاد تنعدم الفعاليات والمعارض والملتقيات عن طريق النقابة… إلا في حدود ضيقة وضمن المحسوبيات وأحياناً بمبادرات شخصية وفردية من الزملاء الفنانين.. .علماً أن سوق اللوحة والعمل الفني شبة مقيد ومحدود ولأكثر من سبب وأهمها فقدان البيئة المشجعة والتنافسية وحتى فقدان الثقة بناتج النشاط أو الفعالية لذلك نرى العزوف الملحوظ عند الجميع عن المشاركة على سبيل المثال لا الحصر.. ناهيك عن كبار السن في الاختصاص وآلية الاعتناء والتقدير لعملهم ولخبرتهم أو تسويق تجربتهم الفنية والافتخار بها والتي تكاد تكون معدومة تتفتق عنها تكريمات معنوية في وقت تحتاج هذه القامة الفنية إلى علبة دواء تدعم حبّه ورغبته في البقاء على قيد الحياة …
المسؤوليات ضخمة وعظيمة مطلوب تحقيقها من النقابة ولا يغيب عنا واقع الحرب وآثاره المدمرة ولكن إرادة الحياة والصمود دفعتنا لمنحهم صوتنا وثقتنا وآمالنا.
الصندوق التقاعدي سؤال برسم القائمين على النقابة ما دوره وإمكانية الاستفادة منه؟ بطاقة الانتساب ماذا تقدم للفنان؟ المعارض السنوية ماذا تقدم إذا تكررت الأسماء والمحسوبيات؟ الورش التدريبية واستقطاب خبرات وطنية وعربية وعالمية تسهم في رفع الخبرات الفنية الوطنية لمواكبة التغيرات في العالم؟ دور النقابة في تسهيل إجراءات المعارض والفعاليات والأنشطة الفنية للأفراد والمؤسسات التي تؤمن برسالة الفن وقيمة اللوحة والفنان؟ أعتقد أن ما تقدمه لا يتناسب أبداً مع دور الفنان التشكيلي وأهميته بالمجتمع حتى أنها لا تكاد ترتقي إلى طموحاته …هذا رأيي…
الدكتورة سوسن معلا
بالرغم من ثقتي بالنوايا الحسنة للقائمين على النقابة لكن هناك ضعف واضح بأداء هذه المؤسسة.. كفنانين تشكيليين وجعنا مشترك يجمع بين قلّة بالمعارض و ورشات العمل، ضعف بالتسويق الذي هو الهمّ الأكبر للفنانين، عدم تفعيل التشاركية مع مؤسسات خاصة وعامة قد يدعم نشاط الفنانين وأعمالهم الفنية، انعدام الاهتمام بالفنانين الرواد واليافعين اجتماعياً وصحياً ومادياً، الأمر الذي أفقدنا الثقة بالنقابة وبعلاقتها بنا، أودّ أن أذكّر بمدى أهمية الفن في تطوير ودعم المجتمع والأفراد وقدرته على التغيير الإيجابي حينما يأخذ دوره الصحيح والفعال.
ريم ديب