ذكرى التحرير.. يوم ليس كباقي الأيام

الوحدة – رئيس التحرير

يوم 8 ديسمبر/ كانون الأول ليس كباقي الأيام، إنه يوم ميلاد سوريا وتحررها من الظلم والاستبداد الذي دام لعقود جاثماً على صدورهم لطالما تتبع أصغر تفاصيل حياتهم، لقد مر عام على تلك اللحظة الفارقة في تاريخ سوريا، لحظة تحولت إلى عيد وطني يذكّر السوريين بأنهم قادرون على كسر قيود الاستبداد.
ما شعرنا به هذا الصباح عاد بذاكرتنا أعواماً عندما كنا نستيقظ صباح عيد الفطر فرحين بملابسنا الجديدة، نضعها تحت وسادتنا، واليوم شعرنا بذلك الشعور الذي ننتظر فيه لحظة الفجر لكيلا تمر التكبيرات ونحن نيام.
ما يلفت الانتباه اليوم هو مشاهد الاحتفال التي جمعت قلوب السوريين، أغلب تلك الشعارات كانت “سوريا لكل السوريين”، هذه المشاهد التي انتشرت في سوريا بشكل عام ولاذقية العرب بشكل خاص منحت السوريين الأمل .
بعد أن طالت الاحتفالات معظم الأراضي السورية ووحّدت قلوبهم وشعاراتهم لا بد من تحويل هذا الزخم الشعبي والسياسي إلى سياسات ملموسة تُحدث فرقاً في حياة الناس اليومية، يجب أن نتشارك بالبناء، كلٌ حسب اختصاصه، للكل دور هام فالمهندس يعمل على بناء ما هدمته آلة القتل والكاتب يصنع توعية يعزز بها السلم بين الناس والسياسي ينشئ العلاقات الطيبة مع الدول الداعمة لسوريا.
الدولة وعدت أن تضع الشفافية والمساءلة في صلب مشروعها، وأن تضمن مشاركة حقيقية من المجتمع في صياغة الأولويات، فالتنمية هي عمل وبناء متزامن مع حق المواطن في العيش بكرامة، وأن يرى تحسناً في الخدمات والأجور وفرص العمل.
ما شاهدناه من فعاليات وطنية واحتفالات شعبية برهنت مدى فرح الناس بهذه اللحظة، وجمعت قلوبهم على كلمة واحدة.
إن الاحتفال بالتحرير رمز عظيم يجب أن يرافقه قدرات سوريا على بناء ما هدمه الفار الذي يظهر يوماً بعد يوم أنه معتوه وخاصة بعد المقاطع المصورة التي سربتها قناة العربية مؤخراً حيث يبدو مستهزئاً بالغوطة وبالشعب السوري ومشاركاً “مستشارته” لونا الشبل ذلك الاستهزاء.
بعد الاحتفالات لا بد لنا من جذب مناخ استثماري وصنع اقتصاد يضع الإنسان في مركزه حيث يمكن القول إن التحرير لم يكن نهاية حقبة مظلمة فحسب، بل بداية عهد جديد يليق بتاريخ سوريا ومكانتها.
السوريون اليوم أمام فرصة تاريخية للبناء دون خوف، للإبداع دون ملاحقة، للعيش المشترك دون تهديد، ‏هذه الذكرى هي نهاية مأساة عاشها الشعب وبداية تاريخ جديد، تاريخ يكتبه السوريون بأيديهم، بعقولهم، وبإصرارهم على ألا يعود الليل إلى بلادهم مرة أخرى.

تصفح المزيد..
آخر الأخبار