الوحدة – حليم قاسم
تُعد جامعة اللاذقية ركيزة أساسية من ركائز التعليم العالي والبحث العلمي في سوريا، حيث تتبنى رؤية طموحة لتعزيز دورها كمحرك للتنمية المستدامة وخدمة المجتمع، ومن خلال مديرية الدراسات العليا والبحث العلمي، تعمل الجامعة على تنظيم ودعم المسيرة البحثية بكفاءة عالية، عبر الإشراف المباشر على جميع مراحل البحث العلمي، بدءاً من التسجيل ومروراً بالتحكيم ووصولاً إلى التوثيق الإلكتروني، مع السعي الدؤوب لتجنب تكرار الأبحاث وتعزيز التعاون المعرفي مع الجامعات المحلية والدولية، وتحقق الجامعة إنجازات لافتة على صعيد البحث العلمي، وحول ذلك صرح الأستاذ الدكتور عمر محمد الخليل مدير مديرية الدراسات العليا والبحث العلمي في جامعة اللاذقية لصحيفة الوحدة: تُعتبر جامعة اللاذقية من المؤسسات التعليمية الرائدة التي تلعب دوراً محورياً في تعزيز وتطوير البحث العلمي، مما يساهم بشكل إيجابي في خدمة المجتمع المحلي ويدعم جهود التنمية المستدامة.
إدارة البحث العلمي
أشار د. الخليل بأنه تتولى مديرية الدراسات العليا والبحث العلمي مسؤولية تنظيم جميع جوانب البحث العلمي والدراسات العليا، حيث تشرف على عمليات تسجيل وإدارة الأبحاث وتقوم بمراجعة التقارير لضمان التزام الباحثين بالخطة والأهداف المعتمدة وتعمل على تنسيق إجراءات التحكيم وإعداد العقود وتوثيق الأبحاث الكترونياً، كما تسعى المديرية لتعزيز التعاون مع الجامعات الأخرى لتبادل المعرفة والمعلومات والعمل على عدم تكرار الأبحاث، ويسهم في تحقيق أهداف الجامعة وخطط التنمية المحلية وتقديم الدعم للباحثين بكافة الإمكانيات المتاحة.
واقع البحث العلمي
قال د. الخليل: تشهد جامعة اللاذقية تقدماً ملحوظاً في مجالات البحث العلمي من حيث الكم والجودة، مع تركيز خاص على الأبحاث التطبيقية التي تلبي احتياجات المجتمع، وقد حققت الجامعة قفزة كبيرة في تصنيفاتها العلمية والبحثية على المستويين المحلي والدولي، حيث ارتفعت من المرتبة 4539 في تصنيف Webometrics عام 2022 إلى 3756 عام 2025، لتحتل المركز الثاني بين الجامعات السورية بعد جامعة دمشق، كما حققت إنجازاً بحثياً بارزاً بتصدرها الجامعات السورية في تصنيف AD Scientific Index لعام 2024 الذي يقيس الأداء البحثي للعلماء ومؤشر الاستشهادات العلمية، حيث جاءت في المرتبة 3043 عالمياً يعكس هذا التقدم جهود الجامعة في تعزيز النشر العلمي وتحسين حضورها الأكاديمي، ويبين غيابها عن تصنيفات كبرى مثل Times Higher Education إلى حاجتها لمزيد من التطوير في مجالات الجودة التعليمية والانفتاح الدولي.
ربط الأبحاث بالسوق المحلية
أشار د. الخليل إلى أن الجامعة تعمل على تعزيز العلاقة بين أبحاثها والسوق المحلي من خلال التواصل المستمر مع الجهات المستفيدة لتحديد المشكلات البحثية والعمل على تنفيذ مشاريع تطبيقية تخدم القطاعات المختلفة، كما يتم تمويل هذه الأبحاث من خلال موازنة الجامعة ووزارة التعليم العالي، بالإضافة إلى بعض الدعم من جهات خارجية أبرزها منظمة فرح وهي منظمة سورية غير حكومية تُعنى بدعم التعليم وتقديم المساندة النفسية والاجتماعية للاطفال والشباب بهدف تمكينهم وبناء بيئة آمنة ومحفزة للتعلم والنمو وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP)، الذي يساهم في إنشاء مركز أبحاث السرطان الذي سيتم افتتاحه قريباً ليشكل إضافة علمية مهمة الجامعة والمنطقة.
تشجيع الباحثين
لفت د. الخليل إلى أن الجامعة تقدم دعماً معنوياً ومادياً للباحثين مما يسهل عليهم الوصول إلى الموارد البحثية اللازمة وتشجيعهم على نشر أبحاثهم في مجلات علمية دولية، كما تنظم سلسلة دورات تدريبية لتعزيز مهارات النشر الأكاديمي، حيث تم تنفيذ دورات في كليات مختلفة مثل كلية الهندسة المدنية وستنفذ دورة ثانية قريباً في كلية طب الأسنان لدعم قدرات الباحثين وتطوير مهاراتهم وتعزيز فرص نشر أبحاثهم إلى مستويات دولية.
الإنتاج البحثي التطبيقي
بين د. الخليل أن السنوات الأخيرة شهدت زيادة ملحوظة في عدد الأبحاث التطبيقية في مجالات متنوعة مثل الطب والعلوم والزراعة والطاقة، وتحرص الجامعة على التعاون مع الجامعات السورية الاخرى لتبادل المعلومات البحثية، كما يوجد لدى جامعة اللاذقية تعاون فعلي مع عدد من المراكز البحثية العربية أبرزها المركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة (أكساد) والمنظمة العربية للتنمية الزراعية والبيئية، حيث وقعت اتفاقيات تعاون وتبادل خبرات بحثية في مجالات الزراعة والبيئة والتنمية المستدامة، هذا التعاون يأتي في إطار سعي الجامعة لتعزيز حضورها العلمي العربي وتوسيع شبكة شراكاتها الاقليمية بما يخدم البحث العلمي والتطوير الأكاديمي.
نتائج الأبحاث تحولت إلى تطبيقات عملية
أشار د. الخليل إلى أن الجامعة تعتمد على مكتب نقل التقنية لتحويل الابتكارات والنتائج البحثية إلى تطبيقات عملية تخدم المجتمع المحلي، ورغم التحديات التي تواجه الباحثين مثل نقص التمويل والتجهيزات المختبرية الحديثة وصعوبات النشر الدولي، إضافة إلى الحاجة لتوسيع التعاون مع القطاع الخاص تواصل الجامعة دعمهم بشكل مستمر.
مستقبل واعد للبحث العلمي
أوضح د. الخليل أن جامعة اللاذقية تضع خططاً استراتيجية لمستقبل البحث العلمي من خلال تطوير بنيتها التحتية وتعزيز التعاون مع مؤسسات محلية ودولية وتشجيع الأبحاث المشتركة بين الأقسام والكليات وربط البحث العلمي بخطط التنمية المحلية لتقديم حلول ملموسة للمجتمع، ويعتبر مركز أبحاث السرطان خطوة هامة تعكس التزام الجامعة بالابتكار وتحقيق الفائدة للمجتمع.