الوحدة – هنادي عيسى
في خطوة تعد محورية لإعادة تنظيم العلاقة بين سوريا وروسيا على أسس جديدة ترتكز على استقلال القرار والسيادة الوطنية، التقى اليوم في موسكو الرئيس أحمد الشرع مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين بعد أن كان قد وصل الشرع صباح اليوم إلى العاصمة الروسية على رأس وفد رفيع يضم كل من وزير الخارجية أسعد الشيباني ووزير الدفاع مرهف أبو قصرة ورئيس جهاز الاستخبارات العامة حسين السلامة.
وتأتي هذه الزيارة في إطار سعي الجانبين لإعادة هيكلة العلاقات الثنائية بين البلدين بما يضمن احترام سيادة سوريا واستقلال قرارها، مع تعزيز التعاون في المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية، ومن المتوقع أن تركز المباحثات على ضرورة الحفاظ على وحدة الأراضي السورية وسيادتها على كامل ترابها، بالإضافة إلى مناقشة الجهود الروسية لدعم سوريا في المحافل الدولية خاصة في مجلس الأمن، حيث لعبت موسكو دوراً محورياً في الدفع نحو رفع العقوبات المجحفة التي تُثقل كاهل الشعب السوري، إذ تؤكد سوريا أن سياستها الخارجية تهدف إلى خدمة مصالحها الوطنية دون انحياز وهو ما يتطلب بناء علاقات متوازنة مع جميع الأطراف الإقليمية والدولية.
ويرى مراقبون أن الزيارة تهدف إلى تحويل التواجد الروسي في سوريا إلى شراكة استراتيجية تصب في مصلحة البلدين دون الإضرار بمصالح دول الجوار خاصة وأن العلاقات الاستراتيجية بين البلدين تعود إلى حقبة الاتحاد السوفيتي، حيث كانت روسيا شريكاً أساسياً في دعم سوريا خلال مختلف المراحل، ولا سيما في مواجهة التحديات الإقليمية والدولية.
وفي ظل الدور العسكري والسياسي الذي لعبته روسيا خلال سنوات الحرب يتوقع أن تكون روسيا شريكاً أساسياً في مرحلة إعادة الإعمار، حيث تسعى سوريا إلى تعزيز التعاون مع موسكو في إعادة بناء البنى التحتية وتنشيط الاقتصاد.
زيارة الرئيس أحمد الشرع إلى روسيا تؤكد أن سوريا تسير بخطى ثابتة نحو تعزيز سيادتها وبناء تحالفات متوازنة فيما تبقى روسيا حليفاً استراتيجياً في مسيرة إعادة الاستقرار والبناء.
تصفح المزيد..