المرأة السورية تتفوق في انتخابات مجلس الشعب…معانٍ ودلالات

الوحدة – يمامة ابراهيم
أن تتصدر المرأة السورية قائمة الناجحين في انتخابات مجلس الشعب فللأمر دلالات ومعانٍ كثيرة ترتبط بنزاهة العملية الانتخابية وبعدها عن دوائر التأثير والإملاءات من جهة، وبحضور المرأة ومنافستها من جهة ثانية.
أن تتبوأ امرأة قائمة المرشحين وعددهم ١٥٦٨ من الهيئات الناخبة على مستوى سوريا موزعين على ٤٩ دائرة انتخابية. هذا لم يكن ليحصل لولا مناخات الحرية، حيث الجميع متساوون في الحقوق والواجبات لا فرق في ذلك بين الجنسين، ولا فضل لأحد على أحد إلا بمقدار ما يقدّم من جهد وخدمات ومنافع للسوريين جميعاً.
المرأة السورية التي نجحت في ميادين الحياة والمعرفة والعلوم وتفوقت هي اليوم تثبت للعالم أنها حاضرة وبقوة في كل سويات ومراكز صنع القرار، وأنها جديرة بتحمل المسؤوليات، وتمثيل الشعب والانحياز الكلي لمطالبه.
حاول البعض عن جهالة أن يصور المرأة كضلع قاصر تطلب الحماية، وأن لا مستقبل لها سوى بين جدران منزل تمارس فيه دور الأم والمربية والزوجة، وأنها خلقت لهذا فقط، لكن قوة الإرادة والفعل مقرونان بالرغبة الصادقة في إثبات الذات، والمشاركة الواعية في البناء الوطني مكناها من انتزاع حريتها، والخروج من قمقم تمنى البعض أن لا تخرج منه أبداً.
مؤمنة عبد الغني عربو مثال للمرأة العربية السورية التي خاضت ميادين هامة، ونجحت وتفوقت ستشكل حافزاً قوياً للمرأة السورية، وتفسح أمامها المجال للمشاركة في البناء ومسيرة النهوض الشاملة، فالوطن لجميع أبنائه وليس من المسموح أن نعطّل نصفه تحت عناوين وذرائع من الماضي.
مخرجات الانتخابات تعبّر عن مزاج السوريين وتفكيرهم الراقي وعقلهم الراجح، وهذا ليس بجديد على أبناء سوريا الذين اكتشفوا مبكراً أن المرأة ليست ضلعاً قاصراً، بل هي شريكة بناء وقوة صمود، ودورها ليس دوراً تكميلياً أو شكلياً، بل أساسياً لاغنى عنه ولا بديلاً.
الناجحة الأولى مؤمنة عبد الغني عربو في بيانها إلى ناخبيها أظهرت أهمية التفاعل المثمر والنقاشات البناءة، مؤكدة على العمل الجاد لبناء سوريا التي تجمعنا، وبكل تأكيد ستشهد الاستحقاقات القادمة أياً كانت مشاركة أكبر للنساء لأن مشاركتها المتواضعة في هذه الانتخابات، والتي لم تتجاوز ١٤% لا تعبّر عن حجم الدور المنتظر من سيدات سوريا التي تحتاجنا جميعاً، وتزهو وتزدان بمشاركة أبنائها جميعاً.

تصفح المزيد..
آخر الأخبار