الوحدة- ريم ديب
تُعد صناعة البسط العربية والسجاد اليدوي واحدة من أعرق الحرف التراثية التي ما تزال حاضرة في الحياة الشعبية السورية، وخصوصاً في المناطق الريفية التي اشتهرت عبر التاريخ بإنتاج هذه القطع الفنية المميزة.
وتعتمد هذه الصناعة على مواد طبيعية متوفرة مثل الصوف والقطن، لتتحول بخيوط ملونة وأنوال خشبية تقليدية إلى منتج يجمع بين المتانة والجمال.
موروث ثقافي حي
لا تقتصر أهمية البسط والسجاد اليدوي على كونها أدوات للاستخدام اليومي، بل تمثل رمزاً ثقافياً يعكس عادات المجتمع وتقاليده. فالأشكال والزخارف التي تُنسج على سطح هذه القطع غالباً ما تحمل رموزاً من البيئة المحلية، وتعبّر عن هوية جماعية ضاربة في التاريخ.
دور اجتماعي واقتصادي
تسهم هذه الحرفة في تأمين مصدر دخل للعديد من الأسر، وخاصة في الأرياف، حيث تشكّل النساء العمود الفقري لهذا العمل الذي يتطلب الصبر والمهارة. وبذلك تساهم صناعة السجاد اليدوي في تعزيز الاقتصاد المحلي، إلى جانب دورها في الحفاظ على التراث من الاندثار.
حضور فني وسياحي
لم تعد منتجات هذه الحرفة تقتصر على الاستخدام المنزلي، بل اكتسبت بُعداً جمالياً وفنياً جعلها حاضرة كقطع ديكور تزيّن البيوت العصرية، وتضيف طابعاً من الأصالة والدفء. كما تحولت إلى عنصر جذب للسياح والمهتمين بالمنتجات الفلكلورية، حيث يحرص الزوار على اقتناء البسط والسجاد اليدوي كتذكار يعبّر عن روح المكان.
استمرارية رغم التحديات
ورغم ما تواجهه هذه الصناعة من منافسة المنتجات الآلية الحديثة، إلا أن مكانتها تبقى راسخة بفضل قيمتها التراثية والفنية. إذ تمثل كل قطعة منها عملاً فنياً متفرداً، لا يمكن استنساخه على نطاق صناعي.
إن صناعة البسط العربية والسجاد اليدوي ليست مجرد حرفة، بل هي جزء من الهوية الثقافية السورية، وجسر يربط الماضي بالحاضر، وذاكرة حيّة تروي قصص الأجداد وتمنح الأجيال القادمة فرصة للتواصل مع جذورها.