الوحدة – نجود سقور
تواصل “الوحدة” رصد وتوثيق حجم الأضرار التي لحقت بمتضرري حرائق ريف اللاذقية الشمالي، وقد التقت الجريدة عدداً من المواطنين الذين تأثروا بشكل مباشر بالموجة الضخمة للحرائق.
ذكر المواطن مفيد سلهب من قرية فلك التابعة لناحية قسطل معاف في منطقة رأس البسيط، بأن المنطقة شهدت أعنف وأشد الحرائق ضمن الموجات المتتالية التي ضربتها. وقال سلهب: “هو وغيره من أهالي القرية تعرضوا لخسائر كبيرة في أرزاقهم وأملاكهم، حيث احترقت مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية التي تحتوي على الحمضيات والزيتون واللوزيات والجوز، ومن الصعب حالياً تقدير مساحتها بدقة”.
وأضاف سلهب: “بما أن القرية تعتمد في تأمين مصادر مياهها على ينابيع موجودة في منطقة الـ 45، وذلك عبر خراطيم تمتد من تلك المصادر إلى القرية، فقد تعرضت هذه الخراطيم للاحتراق بفعل الحريق، مما تسبب في قطع المياه بشكل كامل”. مشيراً إلى قيام مبادرات فردية لنقل المياه بواسطة جرارات زراعية لتأمين احتياجات القرية الأساسية.
وفي السياق ذاته، أكد المواطن محمد عثمان من قرية فلك أيضاً على الخسائر الكبيرة التي لحقت بأهالي القرية في الأشجار المثمرة وشبكات المياه (الخراطيم).
من جهة أخرى ذكر أحد المواطنين أن معدلات الأمطار لهذا العام كانت أقل بكثير من الأعوام السابقة، وتزامنت مع موجة حر شديدة وارتفاع غير مسبوق في درجات الحرارة وواقع جفاف غير مسبوق، وهذا ما جعل الغطاء النباتي قابلًا للاشتعال بسرعة، رافقته رياح شديدة وشكّلت هذه العوامل مجتمعةً حزمةً من الظروف ساهمت في توسع نطاق الحريق وانتشاره، وجعل من الحريق إياه كارثة حقيقية.

