الوحدة – ياسمين شعبان
أكد رئيس الجمهورية العربية السورية السيد أحمد الشرع في كلمة ألقاها منذ قليل أن الأحداث الأخيرة التي شهدتها محافظة السويداء شكلت انعطافاً خطيراً في الوضع السياسي والأمني في سوريا، منوهاً إلى أن الدولة السورية تمكنت من تهدئة الأوضاع رغم صعوبة الوضع، إلا أن التدخل الإسرائيلي دفع البلاد إلى مرحلة خطيرة تهدد استقرارها نتيجة القصف السافر للجنوب ولمؤسسات الحكومة في دمشق، وعلى إثر هذه الأحداث تدخلت الوساطات الأمريكية والعربية بمحاولة للوصول إلى تهدئة الأوضاع.
وبيّن السيد الرئيس أن مع خروج الدولة من بعض المناطق، بدأت مجموعات مسلحة من السويداء بشنّ هجمات انتقامية ضد البدو وعائلاتهم، حيث ترافقت هذه الهجمات الانتقامية مع انتهاكات لحقوق الإنسان دفعت باقي العشائر إلى التوافد لفك الحصار عن البدو داخل السويداء، حيث أن الاشتباكات العنيفة بين هذه المجموعات كادت تخرج عن السيطرة لولا تدخل الدولة السورية لتهدئة الأوضاع.
وأشار الرئيس الشرع في كلمته إلى أن الدولة وقفت إلى جانب محافظة السويداء بعد تحرير سوريا وحرصت على دعمها، إلا أن البعض أساء للمدينة ودورها في الاستقرار الوطني، إذ أن الاستقواء بالخارج واستخدام بعض الأطراف الداخلية للسويداء كأداة في صراعات دولية لا يصبّ في مصلحة السوريين بل يفاقم الأزمة، مؤكداً أن الدولة السورية هي وحدها القادرة على الحفاظ على هيبتها وسيادتها في كل بقعة من الأراضي السورية.
وطالب رئيس الجمهورية الجميع أن يتفهموا أن هذه اللحظة تتطلب وحدة الصف الكامل من أجل تجاوز ما نمر به جميعاً والحفاظ على بلدنا وأرضنا.
ومن جهة ثانية، شكر الرئيس الشرع وثمّن الدور الكبير الذي قامت به الولايات المتحدة الأمريكية في تأكيدها الوقوف إلى جانب سوريا في هذه الظروف الصعبة، بالإضافة إلى دور الاتحاد الأوروبي وروسيا والصين والدول العربية الذين اتخذوا مواقف قوية في رفضهم القصف الإسرائيلي والانتهاكات المتكررة للسيادة السورية.
وشدد الرئيس الشرع على رفض محاكمة الطائفة الدرزية بأكملها بسبب تصرفات فئة قليلة منها انزلقت في مواقف لا تمثل تاريخ هذه الطائفة العريقة، حيث أن محافظة السويداء لا تزال جزءاً أصيلاً من الدولة السورية، كما أن الدروز يشكلون ركناً أساسياً من النسيج الوطني السوري.
وفي هذا السياق ذكر رئيس الجمهورية العربية السورية أن الأشهر الماضية أثبتت أن أبناء السويداء بجميع أطيافهم يقفون إلى جانب الدولة ويرفضون مشاريع التقسيم، وبدورها تلتزم الدولة السورية بحماية الأقليات والطوائف كافة في البلاد، وهي ماضية في محاسبة جميع المنتهكين.
كما شدد الرئيس الشرع على تبرأ الدولة السورية من جميع الجرائم والتجاوزات التي جرت سواء كانت من داخل السويداء أو خارجها، وأكد على أهمية تحقيق العدل وفرض القانون في هذا الظرف الحساس، حيث تبرز الحاجة الماسة إلى تغليب صوت العقل والحكمة وفتح المجال أمام العقلاء والحكماء.
وختم السيد الرئيس كلمته بالقول: “إن الوقائع تؤكد أن سوريا ليست ميداناً لتجارب مشاريع التقسيم أو الانفصال أو التحريض الطائفي”، مؤكداً أن قوة الدولة السورية تنبع من تماسك شعبها ومتانة علاقاتها الإقليمية والدولية وترابط مصالحها الوطنية مايرسخ استقرارها ويعزز نهضتها.