كيف يصقل الإخفاق نفوسنا حين يعيدنا السقوط إلى النهوض؟

الوحدة- د. رفيف هلال
من الطبيعي أن يواجه الإنسان في حياته عقبات قد تضعفه أو تُفقده توازنه، فالإخفاق ليس أمراً غريباً عن التجربة الإنسانية، بل هو جزء لا يتجزأ من مسيرة أي شخص يسعى لتحقيق غاياته، غير أن الطريقة التي نتعامل بها مع الفشل هي ما يصنع الفرق بين من ينهض ثانية، ومن يظل متعلقاً بالإحباط واليأس.
وضمن هذا السياق، استعرضنا آراء عدد من الخبراء في مجال التنمية الذاتية الذين قدّموا أفكاراً مهمة حول فهم الإخفاق والتعامل معه بشكل صحي وفعّال.
الإخفاق لا يأتي من فراغ: تقول المدربة “رماح”: إن مواجهة الفشل لا تكون مؤلمة فحسب، بل تكشف الكثير عن الفجوات التي نعاني منها في فهم الذات والآخر، مشددة على أهمية الوعي بالأسباب الخفية التي تقف وراء التعثر، وأهمها: ضعف القدرة على فهم الآخرين والتواصل معهم بشكل سليم، والميل إلى التفاعل السلبي مع المواقف الصعبة بدلاً من التفكير المتزن، وعدم مواءمة المهارات الشخصية مع متطلبات العمل أو الهدف المنشود، بالإضافة إلى غياب التركيز والانشغال بتفاصيل لا تخدم الهدف الأساسي، كذلك العيش في أسر الذكريات وعدم تقبّل متغيرات الحاضر، والرضا الذاتي الكاذب عن القدرات، دون السعي لتطويرها، وأخيراً غموض الهدف أو فقدان البوصلة في رحلة الحياة.
وجهة نظر المدربة مي: الفشل ليس النهاية
تؤكد المدربة “مي” أن الإخفاق ليس سوى محطة، لا ينبغي أن نقف عندها طويلاً، وترى أن على كل فرد أن يعلّم نفسه أن الخطأ لا يعني النهاية، بل هو دعوة للتأمل، والتصحيح، والانطلاق مجدداً بروح أقوى، وتقول: حين نفشل، تكون أمامنا فرصة ثمينة لإعادة التقييم والتعلم من التجربة، بل وتحويلها إلى نقطة انطلاق جديدة، فكل محاولة فاشلة تقرّبنا أكثر من الطريقة الصحيحة، إذا أحسنا الاستفادة منها.
المدربة لمى: الإخفاق لا يمنع المجد:
وتضيف المدربة “لمى” بعداً ملهماً للموضوع من خلال استحضارها قصص أشخاص عظماء بدؤوا حياتهم بإخفاقات مدوية، لكنهم لم يسمحوا لتلك العثرات بأن تكسرهم.
لودفيغ فان بيتهوفن، الذي سمع في بداياته من معلمه أنه لا يصلح للموسيقا، لكنه أصبح لاحقاً أحد أعظم المؤلفين الموسيقيين في التاريخ.
مايكل جوردن، طُرد من فريق مدرسته لافتقاده “الموهبة”، لكنه أثبت بجهده ومثابرته أنه أسطورة كرة السلة.
إيمينيم، الذي عاش طفولة قاسية، وطُرد من المدرسة، وكاد أن ينهي حياته يأساً، لكنه عاد ليصبح رمزاً عالمياً في موسيقا الراب.
تقول لمى: “هؤلاء لم يولدوا عظماء، لكنهم صهروا إخفاقاتهم في أتون التجربة حتى أصبحوا أمثلة يُحتذى بها، ليس المهم ما يحدث لنا، بل كيف نستجيب له.”

تصفح المزيد..
آخر الأخبار