الوحدة – يمامة إبراهيم
اثنا عشر يوماً انقضت تساوى فيها الليل بالنهار. اثنا عشر يوماً من ثبات الإرادة وقوة العزيمة والإصرار على إخماد حرائق لم تعرفها سوريا من قبل باتساعها وسرعتها، ومع ذلك تم تطويقها ووقف تمددها وإخمادها. اثنا عشر يوماً لم تعرف الهدوء شهدت مواجهات ستبقى حاضرة في الذاكرة الجمعية لكل السوريين. اثنا عشر يوماً كان الإصرار يكبر ويتسع كلما كبرت الحرائق واتسعت، حيث في كل دقيقة كان الأمل يكبر والعزيمة تتجدد على حسم المعركة مع حرائق توفرت ظروف حاضنة ومساعدة لها من رياح وتضاريس عاندت رجال الإطفاء لكنها لم تنل من عزائمهم.
كنا نتابع حضوركم في الميدان وكان لهذا الحضور قوة دفع وسرعة في استجابة الفرق الميدانية واندفاعها نحو مهام خطيرة.
كلنا تابعنا السيد المحافظ وعدداً من الوزراء في الصفوف الأولى، تابعنا وزير الطوارئ وإدارة الكوارث ورغم الإعياء والإجهاد لم يبرح الميدان، لهؤلاء نرفع القبعة شكراً وامتناناً.
شكراً لكل جهد طيب. شكراً رجال الإطفاء في فرق الدفاع المدني، ولكل فرق الحرائق والحراج في زراعة اللاذقية. شكراً لكل حبة عرق ستعيد الاخضرار بعد يباس. كل الكلمات تضيق أمام ثباتكم، وكل العبارات بلا صدى أمام قوة إرادتكم.
صحيح أن قلوبنا احترقت قبل غاباتنا، لكن قلوبنا بدأت تنبض بانتظام بعد الأخبار السارة عن تطويق النيران وإخمادها وتبريدها، أما غاباتنا فستعود خضراء بإذن الله مادمنا نحبّ هذه الأرض وناسها وشجرها.
مع فرسان الإطفاء من الدفاع المدني، ومع كل المشاركين والمؤازرين والداعمين لوجستياً كنا نتابع لحظة بلحظة. لكل المشرفين الذين لم يبرحوا الميدان من وزراء ومدراء وقادة ميدانيين، لكل هؤلاء الذين انقضت لياليهم كنهاراتهم نقول: ستبقى جهودكم محط الاحترام والتقدير.
الشكر موصول لقوى المجتمع المحلي والأهلي من الهلال الأحمر إلى باقي الهيئات التي تداعت مدفوعة بحبها وغيريتها لنجدة فرسان الميدان.
الشكر موصول للدول الصديقة والشقيقة في تركيا والأردن والعراق ولبنان وقطر، حيث كان لمشاركتهم النبيلة عظيم الأثر في نفوسنا.
غاباتنا احترقت لكن إرادتنا على إعادة الاخضرار إليها أقوى من كل التحديات، وإن غداً لناظره قريب.