جرّة فخارية.. معجزة ترابية تُنعش الماء وتُعزّز صحتك!

الوحدة- سها أحمد علي
كشفت أبحاث حديثة في علوم التغذية أن تخزين الماء في الجرّة الفخارية يمنحه برودةً طبيعيةً ويُغذّيه بكمياتٍ عاليةٍ من الأكسجين الذائب والعناصر المعدنيّة مثل الكالسيوم والمغنيسيوم والبوتاسيوم، ما يحوّله إلى “ماء حيوي” بخصائص فريدة.
أكدت الدكتورة مينغ تشاو (أستاذة التغذية العلاجية بجامعة جيانغسو للطب التقليدي): أن مسامية الفخار تتيح تبادلاً غازياً طبيعياً يرفع نسبة الأكسجين المذاب 15-20%، مما ينشط إنتاج الطاقة الخلوية، بينما تُطلق معادنَ تدعم توازنَ الكهارل.
بدوره، أشار الدكتور راجيف شارما (خبير الأيورفيدا بنيودلهي) إلى أن تفاعل الماء مع جدار الجرة الفخارية يُطلق أيونات الكالسيوم والحديد والمغنيسيوم من سيليكات الطين، مما يرفع تركيزها في الماء بنسب ملحوظة تصل إلى 30%. وهي معادن تُعزّز فعالية الأعشاب العلاجية كالكركم، وتُحسّن امتصاصها عبر تنظيم حموضة الجهاز الهضمي.
وفقاً لموقع “TheHealthSite” الصحي، تُعدّ الجرار الفخارية بديلاً صحياً عن الأواني البلاستيكية. إذ تمتص الحرارة الزائدة بفعل مساميّة الطين، وتحافظ على اعتدال حرارة الماء، مع احتفاظها بالعناصر الغذائية دون ترشيح. مما يُعزّز قيمته الغذائية. كما تُعادل قلوية الطين حموضة المعدة عبر تفاعل كيميائي طبيعي، يخفّف اضطرابات الهضم كالحموضة والانتفاخ..
من جهته، لفت البروفيسور كينجي تاناكا (معهد طوكيو للطب التقليدي) إلى اكتساب الماء في الجرة الفخارية عناصر نادرة مثل الليثيوم والسترونتيوم، بنسب ضئيلة، تُنظم السيروتونين، وتُقلل الإجهاد التأكسدي المرتبط بالشيخوخة، وهو ما تدعمه دراسة صينية سجلت ارتفاعاً بنسبة 25% في مُضاد الأكسدة “الجلوتاثيون” لدى مستخدمي الجرار الفخارية.
ويوضح باحثو جامعة هارفارد، أنّ مسامية الفخار تولد تياراً دائرياً يُنقّي الماءَ من السموم عبر التصاق الشوائب بالجدار، ويُغذّيه بالأكسجين. ويُضيف نكهةً ترابيةً ناعمةً. هذه الخصائص المتكاملة تجعل الجرة الفخارية جسراً بين حكمة الماضي وعلوم الحاضر، وتراثاً صحياً صديقاً للبيئة.
وبينما تؤكد الدراسات الصحية خصائص الماء الفخاري العلاجية، يوصي الخبراء باختيار جرةٍ من طينٍ طبيعي غير ملوث، والتأكد من خلوها من أي طلاء سام، مثل الطلاء الذي يحتوي على الرصاص، لضمان نقاء الماء وسلامته. مع تفقّد مساميتها عبر ملاحظة سرعة امتصاص السطح للماء، مع تفضيل اللون الأحمر الترابي والرائحة النظيفة، وللحفاظ على كفاءتها تنظيف أسبوعي بمزيج الليمون والملح الخشن لإزالة الترسبات وتعقيم المسام. واستبدالٌ كل عامين قبل أن تفقد خصائصها الصحية بفعل تراكم الأملاح في مسامها، ما يُضعف قدرتها على التنقية والتعديل القلوي.

تصفح المزيد..
آخر الأخبار