في معركتهم المستمرة مع الطبيعة منذ ساعاتٍ عدة.. وجهاً لوجه مع ألسنة النار ولهيبها.. وتحت أشعة الشمس الحارقة.. يواجه رجال فرق الإطفاء والدفاع المدني السوري الأبطال سعير النار ودخانها الذي حجب عين الشمس.. إنهم رجال النار في الصفوف الأولى على جبهات النيران المستعرة.. فرسانٌ يناورون ويباغتون ألسنة الحرائق في مواقع مختلفة من ريف اللاذقية الشمالي..
تارةً يشقون خطوط نار لقطع الطريق ومنع امتدادها في غير موقع.. وتارةً يقيمون لها السواتر الترابية لعزل مناطق الاشتباك مع الطبيعة عن المناطق الآمنة.. وتارةً أخرى تراهم يغامرون نزولاً وصعوداً في أكثر التضاريس وعورةً وأشدها قسوةً وصعوبة..

ساعات طوال من العمل دون توقف يُذكر، ودون كلل أو ملل، بهمّةٍ وصبر وجلَد وعزيمة واندفاع.. تحاول النيران النيل منهم لكنهم يطوقونها ويفرضون حصارهم عليها.. يتغلّبون عليها بشجاعتهم وسرعة تدبيرهم، معلنين انتصارهم عليها في كثير من المواقع، واضعين نصب أعينهم ما يُمليه عليهم واجبهم الوظيفي والأخلاقي والإنساني في الحفاظ على هذا الإرث الطبيعي، ليبقى كنزاً ندّخره لأبنائنا وأحفادنا.. إنهم المرابضون على جبهات النار ومثلهم كثر..

لأمثالكم ترفع القبّعة إكراماً لعظيم بذلِكم وعطائكم، ونثمّن عالياً شجاعتكم واستبسالكم في درء خطر النيران المتأججة، وإطفاء نار قلوبنا التي لا تقل حرارة عن نار أشجارنا.. آملين إخمادها في القريب السريع والعاجل، والسلامة لجميع العناصر المشاركين ومن كافة منظومات الإطفاء المستنفرين على أهبة الاستعداد وعلى كافة الجبهات، مع تقديرنا الكبير لجهودكم الجبارة والعظيمة، حماكم الله.
ريم جبيلي