الوحدة: 28-4-2025
العناوين الرئيسية لحارات مدينة اللاذقية تتنفّس جمالًا، كلٌ يقدّم حديقته بجمال مختلف يُنعش الناظرين، فتتكحّل عيون المارّين ضمن أزقة خضراء نضرة، تحكي الكثير من معاني المدن الراقية.
المدينة وأحياؤها تعتبر علامة فارقة من حيث الحدائق المنزلية، فلا يكاد أي بيت أرضي يخلو من أنواع الفاكهة أو الورود المعلّقة على جدران البناء، لكن خلال هذه الفترة من كل عام، تنضج الفاكهة الأشهر على مستوى المدينة، (الأكيدنيا) هي فاكهة الجميع، المارّون تحت أغصانها المتدلية، حاضنة تلك الثمرة الصفراء، يستبيحون ما تطال أيديهم. بعد أن تفنّن الصغار بقطف حبّاتها قبل النضوج، يتمتعون بطعمها الحامض.
وعلى الجانب الآخر، بدأت تظهر شقيقتها الأخرى المرصّعة بأزهار تُشبه الأجراس (الجلّنار)، لترسم طريقاً إلى فاكهة الرمان، حيث تؤمّن لأهلها مكاناً بديلاً عن (الأكيدنيا) كشجرة منزلية، بالتزامن مع عرائش العنب والعديد من أشجار الحمضيات.
فهذه هي الحدائق المنزلية لغالبية سكان المدينة والأحياء، تقدّم نفسها منازل ريفية خالصة، والحديث يطول عن الأنواع العديدة من فنون العناية بالورود، وما يُتاح من فراغات للنعناع والكثير من الزهور، وعلى رأسها الريحان والحبق… وعند الياسمين يتوقف الوصف ويطول الصيف.
سليمان حسين