الوحدة : 28-11-2023
قال محدثي: اسمع يا صاح ..
أمس، عندما ألقيت القبض على راتبي المعتّر، جلبت لزوجتي كل ما كانت قد طلبته مني رغم طلباتها الكثيرة منذ أكثر من عام تقريباً، وعدت بذهني إلى دفاتري القديمة فجلبت للأولاد معظم الأشياء التي كانوا قد طلبوها منذ أعوام خلت..
(حتى الآن ما في مشكلة)، أليس كذلك؟ ومن هنا ستبدأ المشكلة:
عندما رأت أم الأولاد هذا الكم الهائل من الحاجيات نظرت إليّ باستغراب وعتب وحنق أيضاً!؟..
وسألت: من أين لك هذا كله جيد…؟! فراتبك لا يكفي لشراء فستان لي أو لابنتك، وكنت إذا اشتريت ذلك لأحد منا تبقى تحت وطأة الدين مدة طويلة!
فمن أين حلّت عليك هذه البركة؟ قلت لها، والكلام لمحدّثي: اليوم ذهبت إلى الصراف وقبضت راتبي، قاطعتني وقالت: أنت موظف من ذوي الدخل المحدود وراتبك لا يكفي لشراء ربع هذه الأغراض، فثمنها يفوق راتب مدير عام أو.. أو.. فأقسمت لها بأن ثمن جميع هذه الأغراض من راتبي الذي أعطاني أياه الصراف.
نظرت بحنق وكاد الشر يتطاير من مقلتيها وقالت: إذاً منذ متى وأنت تفتح درج مكتبك أمام مراجعيك !؟ أو تعرقل لهم سير معاملاتهم كي ..!؟
أقسمت لها بأنني لا أفعل ذلك أبداً استغربت أكثر وقالت بدهشة: من أين هبطت عليك هذه النعم يا زوجي العزيز!؟
ترى هل ربحت الجائزة الكبرى.. وهل .. وهل؟!
قلت لها اسمعي الحكاية وما فيها: ذهبت إلى /المستر/ الصراف وكما تعلمين أدخلت بطاقتي في السرداب المخصص لها وسجلت رقم راتبي المعتّر على شاشة الصراف/ كالعادة/ فانصاع لطلبي وزودني بالفتات المعهود خرجت ورقة من الصراف وأعلمتني بقي في رصيدك كذا.
صعقت للوهلة الأولى وقلت أيعقل أن الصراف أخطأ؟ فطلبت المبلغ المدون على الورقة الصغيرة فأعطاني أياه بكل سرور والمبلغ مكون من رزمتين من الأوراق النقدية فئة الخمسة آلاف ليرة صعدت إلى المبنى وسألت أحد الموظفين عن ذلك؟ فأفادني بعد أن سأل جهازه الذكي وقال قد أصبح راتبك الشهري هكذا من الآن فصاعد فصدقت ذلك وسررت جداً. وتابع حديثه قائلاً: أليس هذا حلماً جميلاً؟ قلت له: بل إنه كابوس جميل وقال دعنا يا رجل: إنه من أجمل الأحلام فلا تقل إنه كابوس.
قلت حسناً: أنه كابوس جميل قال: قل، جميل هذا الحلم، قلت من أجل خاطرك أنه أحد الأح… عفواً الكوابيس الجميلة.
نأمل أن يصبح حلم صاحبنا هذا حقيقة، فادعوا معنا: … آمين.
عادل سقور