الوحدة : 21-11-2023
بعيداً عن تدنّي الأسعار، والأقاويل الكثيرة التي تلاحق هذا المحصول كل عام، والأعمال المُضنية مدفوعة التكالف سلفاً، والوقوع في مطبات الخسائر جرّاء الأسعار العالية التي تقع على المفردات الرسمية لموسم الحمضيات من أجور عديدة وأدوية مكافحة وعبوات بلاستيكية، وعلى الرغم من الأوجاع التي يتكبّدها مزارع الحمضيات على المستوى المحلي من حيث تصريف إنتاج تعبه لعام كامل، إلّا أن هناك أمل معقود على المؤسسة السورية للتجارة، باعتبارها الراعي الرسمي لتجارة وتصريف الحمضيات سواء داخل الأسواق المحلية أم خارج الحدود، وتعد (السورية للتجارة) المُنقذ الأول والأخير لمزارع هذه المادّة المظلومة قولاً وفعلاً، وعلى الرغم من رصد مبالغ حكومية للمساعدة على تصريف هذا المحصول الكبير، فهل تفي هذه المبالغ بالغرض المعقود على المساحات الكبيرة من الحيازات؟ وهل هي قادرة على إقناع المزارع بالاستمرار ؟! .. لا بُد من إيجاد صيغة حقيقية تشبه الصيغ والمبالغ التي تُرصد لمواسم القمح والمحاصيل الأخرى التي تلبّي طموح المزارعين إلى حدّ ما، وتُبعدهم عن البحث عن وسائل معيشية أخرى، مع العلم أن ملاعبها الرئيسية وحيازاتها الكبيرة بعيدة نوعاً ما عن معقل أصحاب القرار وذوي الشأن، على العكس تماماً من موطن الحمضيات الذي يناسب كافّة الأسواق ويتوسّطها.
فهل تُقدِم السورية للتجارة باسمها الكبير على معاملة موسم الحمضيات كما يتم التعامل مع التفاح، عبر التنسيق مع اتحاد الفلاحين لسحب وشراء غالبية الموسم، وحفظ المادة لأشهر قادمة داخل البرّادات للحفاظ على جودتها وتقديمها للأسواق خلال الصيف، وبالتالي يتم إرضاء مزارع الحمضيات وتعويضه عن بعض الخسائر التي مُني بها جرّاء ضعف السياسة الخاصّة بتصريف هذا الموسم؟
سليمان حسين