الوحدة 25-9-2023
وسط حضور مهتم بالشأن الأدبي ملأ صالة فرع عاديات اللاذقية قدمت الأديبة نور نديم عمران محاضرة بعنوان: صورة البحر في القصة القصيرة، الأديب حسن. م. يوسف أنموذجاً. في مادتنا الآتية نسلط الضوء على أهم ما جاء في المحاضرة من مضامين أغنت الموضوع المطروح. بداية، أكدت الأديبة نور: أن البحر شكّل مادة خصبة للاستلهام في معظم النتاجات الأدبية، والفكرية، والفنية، بسبب ارتباطه بالمعتقدات الدينية والعادات، كما أنه تجمع للعنصر البشري وأساس لنشوء الحضارات، بالإضافة إلى الأساطير التي ارتبطت به. وقد قامت المحاضرة على الرؤى التي شكّلت البنية العامة لصورة البحر في قصص حسن. م.يوسف، وهي محصورة في أربع: حيادية، ورومانسية وواقعية وأسطورية، استعرضتها الأديبة من خلال دراسة تحليلية لنماذج من خمس مجموعات قصصية صادرة عن الهيئة العامة السورية للكتاب، وشملت قصص الكاتب المنشورة ما بين عامي ١٩٧٨م و ٢٠١٦م. حيث مثلت كل قصة من القصص المدروسة مرحلة من مراحل علاقة القاص وشخصياته مع البحر، ودرست الأديبة نور عمران تطوّر تلك العلاقة وفق خط زمني متصاعد، فبدأت بقصة (دفشة يا شباب)، من مجموعته القصصية (أب مستعار)، ثم قصة (البحر ثلاثاً) من مجموعة (قيامة عبد القهار عبد السميع)، وقصته(بحار من أوغاريت)، من مجموعة (الساخر يخرس). وأكدت من خلال دراستها أن أبرز ما اتسمت به صورة البحر في قصص الكاتب هو تشبعها بلغته البصرية التي تمثلت في قدرته على تحويل الحياة البسيطة لأبناء البحر إلى لوحة فنية بوساطة رؤيته الخاصة، وصوته واهتمامه بانتقاء الجزئيات بدقة محققاً انسجاماً حكائياً ومرونة تفتح المجال لتدخل بسلاسة من دون أن يشكّل عبئاً على نصه، بل بطريقة تركت آثارها الجمالية وشكّلت مزيجاً من الرؤى والتبلورات النفسية والاستجابات الارتكازية حول معطيات صور البحر المختلفة، بما تحمله من مآس وتطلعات. وقد قرأت الأديبة في نهاية المحاضرة قصة قصيرة من مجموعنه الأخيرة (مواسم الحب والوجع ) بعنوان (مواسم بحرية) نالت استحسان الحاضرين جميعهم، بعدما تناولت قضايا وهموم الصيادين اليومية، والقرارات الجائرة التي قيدت طرائق تأمينهم للقمة العيش، بالتزامن مع سرد قصة عاطفية جميلة. وفتح باب الحوار والمداخلات التي أغنت اللقاء بتفاعل الجمهور مع القضايا المطروحة التي تهمهم وتعنى بشؤونهم وشجونهم.
رفيده يونس أحمد