الوحدة :20-9-2023
الإبداع هو رسالة موجهة لعالم الآخر ولزمن آخر قادر على فك شيفرتها.
من التعريفات المتوارثة والبديهية للفن أنه لغة العالم ووسيلة للتواصل بين الشعوب، وهو غذاء للروح يسمو بالمشاعر والأحاسيس.
بهذه المقدمة استهل الباحث الفنان التشكيلي حسين صقور محاضرته بعنوان ( دوافع وروافع الإبداع)، والتي قدمها المرشد الثقافي الأستاذ سمير مهنا، وذلك في صالة الأنشطة بدار الأسد للثقافة باللاذقية.
في مادتنا الآتية نسلط الضوء على أهم ما جاء في المحاضرة من مضامين أغنت الموضوع المطروح.
بداية أشار الفينيق لبعض المغالطات حول مفهوم الفن التشكيلي ما بين العامة والتي غذت الغربة ما بين الفنان والمتلقي، وربط أسبابها بصعوبات التواصل المباشر من خلال منصات حوار وندوات مدروسة تجمع الناقد والفنان بالمتلقي، وأكد على أن التشكيل كمفهوم هو الاشتغال على الشكل سواء تم نقل هذا الشكل عن الواقع المباشر بحرفيته على القماشة أو تم اللعب عليه من خلال عمليات التحوير والتبسيط والهدم والبناء. وعلى هذا الأساس يمكن أن يشمل التشكيل كافة المدارس الفنية منذ عصر النهضة وإلى الآن.
أما الإبداع فهو مرتبط بالفرادة والخصوصية التي تميزه ضمن الدائرة الأكثر اتساعاً ويتحقق ذلك من خلال تلك الفرادة الكمال والاكتمال للهوية التشكيلية.
ثم استعرض المحاضر جميع المؤثرات المحيطة والصور الأكثر حضوراً في الذاكرة, تلك التي تسهم في تحديد وتشكيل أهدافنا. كما استعرض الروافع التي ترقى بنا وبأهدافنا من أفكار وسلوكيات وطقوس. وكانت الشواهد حاضرة في سير حياة فنانين ونجوم في عالم التشكيل مثل معاناة فان غوغ – بيكاسو – وقال صقور:إن الإبداع ومضة قد تخرج فجأة وخلال لحظات، لكنها تخفي خلفها مخاضاً طويل الأمد. كما لا يمكن قياس الإبداع بكلفته المادية بل بالتجارب الحياتية التي صقلت الإنسان والفنان وأوصلته إلى خلاصة الحياة والنضج. والمهنية والخبرة شرط أساسي للعمل الإبداعي لكنه غير كاف إن لم تتجاوز مع مخيلة وروح قادرة على الربط ما بين الرؤية الكلية والتفاصيل وترجمة الأحاسيس اللحظية. وأن الحب هو المحرك الأساسي للإبداع.
وختم الفينيق محاضرته قائلاً: طريق الفن مليء بالأشواك وبقدر إلحاح الحالة الإبداعية وعشق الفنان لعمله يحول تلك الأشواك لورود, وتصير متعة الطريق نحو الهدف أجمل من الوصول إليه.
رفيده يونس أحمد