الوحدة: 19- 9- 2023
(مسلة ،خيطان، قالب)، أدوات بدائية لمكون أساسي لصناعة مكنسة القش التي قوبلت بالتجاهل واستعيض عنها بالمكنسة البلاستيكية وبمنحى أكثر تطوراً ورفاهية بالمكنسة الكهربائية.
تعتبر من إحدى الحرف الكثيرة التي تعرضت للنسيان، عادت من جديد للذاكرة لتتصدر الساحة بين باحث عن تراث ومقتنٍ، أو إلى من دفعته الحاجة للعودة إلى تلك المهن والحرف واتخاذها صنعة يعتاش منها، وبحكم الغلاء رجعت الناس لحياة وأدوات الأولين..مكانس القش ..
أبو سمؤل (أحمد معلا) رجل ستيني لم تمنعه جراحة قلبه من مزاولة تلك الحرفة والذي أصبح تقريباً الشخص الوحيد في محيطه وبلدته يقوم بصنعها وكان قد تعلمها من أحد محترفيها القدامى، ويذكر بأن صناعة مكانس القش قد انتعشت من جديد بعد أن شارفت على الزوال وخاصة مع قطع الكهرباء المتواصل وغلاء أسعار المكنسة الكهربائية والتي وجدت سيدة البيت ضالتها في الاستعانة بها كما الجدات قديماً.
يذكر أن هذه المهنة تحتاج إلى مهارة وإتقان عبر مراحل متعددة في عملها، وعن هذه المراحل يحدثنا أبو سمؤل قائلاً: بعد القيام بمشطها لتخليصها من البذور يتم نقعها بالمياه لمدة ٢٤ ساعة لتكتسب ليونة تُسّهل آلية عملها وتطويعها والتحكم بها، ومن ثم تقسيمها إلى باقات وربطها، وبعدها يتم وضعها ضمن قالب مخصص للغاية يثّبته أبو سمؤل بين قدميه ويربطه بخيط سميك يلفه حول خصره حتى يتمكن من شد المكنسة لتكون أكثر تماسكاً وبخياطتها بواسطة خيوط من النايلون وقص أطرافها بشكل مستقيم تكون انتهت آخر مرحلة وجاهزة للبيع، حيث يصل سعرها لحوالي ال ٥٠ ألف ليرة سورية ويشير بأنه يقوم بصناعة المكانس لأهل قريته من نتاج محاصيلهم مقابل ٨٠٠٠ آلاف ليرة للمكنسة الواحدة.
ويلفت أن المكنس محصول زراعي كغيره يحتاج إلى ظروف مناخية مناسبة وهطولات مطرية لريه حتى تثمر البذور والتي يتم رشها في أرض /سليخ / على مساحات محددة أو على أطراف الحقول.
نجود سقور