“شهريار أمير الشعراء و أيقونة الشعر و  الأدب الفارسي”

الوحدة:18-9-2023

تحتفل إيران في الثامن عشر من شهر أيلول من كل عام باليوم الوطني للشعر والأدب الفارسي، وهي مناسبة وطنية يحتفي بها الإيرانيون بشغفٍ كبير يعكس تعطشهم و عشقهم للأدب عموماً؛ وللشعر بشكل خاص، حيث يحتل الشعر مكانةٌ مرموقة لدى الإيرانيين، و تعدُّ إيران مهداً لكبار الشعراء من أمثال الفردوسي، مولوي، العطار، سنائي، سعدي، حافظ و الخيَّام و الآلاف غيرهم من الشعراء المتألقين في ميادين الشعر الرحيبة.

و قد تم تحديد موعد هذا اليوم تزامناً مع الذكرى السنوية لوفاة الشاعر الإيراني الكبير محمد حسين بهجت تبريزي المعروف بـ “شهريار”، الذي  ولد في 18 أيلول عام 1906، تفوق شهريار على سائر شعراء عصره، و تميز بكونه محافظاً على التقاليد الأدبية الإيرانية في نظم الشعر الكلاسيكي الفارسي بكل أنماطه، من المثنوي، الرباعيات، الملمعات وغيرها، و ابتدع بنفس الوقت مدرسةً شعريةً معاصرة سميت “مدرسة شهريار”.

هذا الشاعر المرهف الذي ترك دراسة الطب نتيجة صدمةٍ عاطفيّة كان لها كبير الأثر في نفسه؛ رغم أن الفترة المتبقية لإنهائه دراسة الطب لم تكن تتجاوز الستة أشهر، و تفرّغ للشعر والأدب، و امتاز بشاعريةٍ عالية وإحساس مرهف يبدو جليّاً في تفاصيل حياته،

وشخصيته ، فنسمعُه حين يلقي قصائده كيف يرتجف صوته متأثراً، حتى أنه يبكي أثناء إلقائه بعض قصائده.

السمة الأبرز لهذا الشاعر الكبير كانت الإحساس العالي و الخيال الشعري العميق والرومانسية العالية إلى جانب التواضع والزهد.

كما تميز هذا الشاعر بإيمانه العميق وعلاقته الخاصة بالله سبحانه و تعالى. و عند انتصار الثورة الاسلامية في إيران كان شهريار أول المهنئين بانتصارها ووقف معها حتى آخر أيام حياته.

توفي شهريار في 18 أيلول عام 1987 بطهران بعد أن أدخل المستشفى بسبب المرض ، ووري جثمانه الثرى في مقبرة كبار الشعراء في مدينة تبريز ، وتم تحويل داره المتواضعة في حي من أحياء تبريز إلى متحف يضم أثاثه وآثاره وصوره.

 

د. أحمد قرطالي

تصفح المزيد..
آخر الأخبار