(مخبر الحياة) يفتح بوابة لثورة في التحاليل الوراثية

الوحدة:7-9-2023

واكب الدكتور  الصيدلاني مازن جميل سلوم أحدث المستجدات الطبية, بالحصول على إذن لفتح مخبر طبي (مخبر الحياة) بالمشاركة مع الدكتورة لينا أيوب جبور في نهاية عام 2021، حيث أخذ عند تصميم المخبر بالمعايير المحلية والعالمية ليكون بيئة ملائمة لإجراء تحاليل الحمض النووي (DNA-RNA)، مع اعتماد (مخبر الحياة) من قبل وزارة الصحة السورية لتحاليل الكشف عن فيروس كورونا بتقنية PCR-RT.

قال د. سلوم: منذ تأسيس مخبر الحياة تم تجهيزه بما يلزم لتحاليل الحمض النووي، وأضاف: أخذنا  على  عاتقنا تأمين مجموعة من التحاليل التي يحتاجها  أهلنا في الساحل السوري عن طريق إجراء بعضها في مخبرنا وبعضها الآخر بالتعاون مع كل من مخابر مشفى الجامعة الأميركية والجامعة الأميركية للعلوم والتكنولوجيا في بيروت، إضافة إلى مخابر أخرى  ومن هذه التحاليل:

– الأمراض المعدية عن طريق كشف نوعي واختبار كمي للعوامل الممرضة الجرثومية والفيروسية لعدد من الأمراض المعدية باستخدام تقانة الـ PCR, مثل عصيات السل والبروسيلا المسببة للحمى المالطية والكلاميديا. وفيروسات التهاب الكبد CوB وفيروسات الهربس HSV وفيروسات الاندخال الخلوي العرطل CMV.

– الأمراض الوراثية عن طريق كشف الطفرات الوراثية المسببة للعديد من الأمراض مثل حمى البحر المتوسط FMF ,والتليف الكيسي الرئوي البنكرياسي CF, وأمراض القلب والأوعية الدموية وطفرات عوامل التخثر, والطفرات المسببة للعقم.

– الكشف عن الاستعداد الوراثي للإصابة بالعديد من الأورام عن طريق تحليل 162 مورثة ورمية, وخصوصاً في حال وجود قصة عائلية لسرطان ثدي أو مبايض أوسرطان البروستات, حيث يفيد هذا التحليل في الكشف المبكر عن الاستعداد الوراثي للإصابة، وبالتالي إجراء الفحوص الدورية في حال إيجابية التحليل (وجود خلل) لاتخاذ الإجراء المناسب في الوقت المناسب.

– تحليل NIPT حقبة جديدة في رعاية ما قبل الولادة:

تحدث د. سلوم عن تحري الأمراض الوراثية عند الجنين قبل الولادة عن طريق عينة من دم الأم أو ما يسمى NIPT موضحاً : تقليدياً, يتم التحري عن الخلل الطبيعي عند الجنين عن طريق أخذ عينة من الزغابات المشيمية والذي يمكن إجراؤه بدءاً من الأسبوع الثاني عشر من الحمل, أول بزل السائل الأمينوسي والذي يمكن إجراؤه بدءاً من الأسبوع الخامس عشر من الحمل.

كلا الإجراءين السابقين يترافقان مع خطورة حدوث إنتان داخل الرحم أو تقلصات أو نزف أو خروج  السائل الأمينوسي أو حتى الإجهاض تشمل ميزات تحليل  NIPT والذي يمثل حقبة جديدة في رعاية  ماقبل الولادة , والذي أصبح روتينياً في الكثير من دول العالم, إنه آمن حيث يتم عن طريق أخذ عينة من دم الأم, ويمكن إجراؤه بدءاً من الأسبوع العاشر, بالإضافة لحساسيته العالية, وخصوصاً بالنسبة للمنغولية (متلازمة داون) حيث يتم تحليل الـDNA الجنيني الجائل في دم الأم (بينت الدراسات أن دم الأم يحتوي  على DNA يأتي من خلايا الجنين) يتم عادة طلب هكذا تحليل من قبل الطبيب في حالات معينة منها إذا كان عمر الحامل أكبرمن 35 عاماً, أو في حال وجود حالات سابقة لولادة مبكرة أو ولادة طفل  لديه عيب خلقي, أو إجهاض أو ولادة طفل ميت أو في حال وجود عيب وراثي لدى الأبوين أو أحد أفراد العائلة وحالات أخرى لا مجال لذكرها كلها هنا.

–  لماذا تحفظ الأم الحبل السري لمولودها القادم ؟

سؤال حول ما يخص ثورة الحديث عن الخلايا الجذعية عالمياً؟ أوضح د. سلوم تخزين الخلايا الجذعية، حيث يتم أخذ عينات من دم الحبل السري ونسيج الحبل السري عند الولادة وإرسالها  مباشرة ضمن عبوة مجهزة لهذا الغرض إلى بنك للخلايا الجذعية في المملكة المتحدة, حيث يتم حفظها هناك لحين الحاجة لمدة 20 سنة على الأقل.

إن تخزين دم وأنسجة الحبل السري يؤمن فرصة لإنقاذ حياة  الطفل أو أحد أفراد عائلته يوماً ما خصوصاً في حال وجود أمراض عائلية وراثية مثل فقر الدم  المنجلي واللوكيميا والعديد من الأمراض المناعية، وتعتبر هذه الفرصة وحيدة لا تتكرر  مدى الحياة, وهي عند الولادة فقط يمكن للأبحاث الحالية والمستقبلية أن تفتح الباب لعلاج العديد من الأمراض  بالاعتماد على الخلايا الجذعية, علماً أن أول بنك للخلايا الجذعية تأسس عام 2001 في المملكة المتحدة وتم إجراء أكثر من 40 ألف عملية لزرع دم الحبل السري حول العالم حتى الآن.

والمصادر الأساسية للخلايا الجذعية هي الخلايا الجنينية, وخلايا  الأشخاص البالغين (نقي العظم والدم المحيطي ) ودم الحبل السري.

وللتوضيح أكثر حول الخلايا الجذعية, قال د. سلوم: الخلايا الجذعية أو ما يعرف (بالخلايا الأم) هي خلايا غير متخصصة تتميز بخاصتين رئيسيتين هما: القدرة على التمايز إلى أنواع مختلفة من الخلايا (حسب مكان زرعها مثلاً تتمايز إلى خلايا جلدية أو عظيمة أو عصبية أو غيرها) والقدرة على الانقسام وتشكيل خلايا جذعية جديدة, يمكن استعمالها في ترميم وإصلاح وتعويض الأنسجة المتخربة في الجسم. وبسبب مرونتها وقدرتها الشديدة على التكيف لديها القدرة على معالجة وتجديد واستبدال الأنسجة داخل جسم الإنسان.

في الختام لا بد من الإشارة إلى أن الدكتور مازن جميل سلوم حاصل على إجازة في الصيدلة من جامعة تشرين عام 2002ثم شهادة ماستر في البيولوجيا الجزيئية من جامعة  فرانسوا رابليه في تور – فرنسا ثم شهادة دكتوراه في الأحياء الدقيقة من الجامعة الفرنسية نفسها ولاحقاً شهادة البورد السوري وعمل أثناء خدمته الإلزامية في مخبر الجراثيم بمشفى تشرين العسكري في دمشق, ثم مديرية مخابر الصحة العامة التابعة لوزارة الصحة في دمشق  وتم تكليفه في عام 2020 بالإشراف على تحاليل PCR الخاصة بتشخيص COVID-19 في مشفى تشرين الجامعي وحالياً رئيس مخبر الصحة العامة في مديرية صحة اللاذقية.

وداد إبراهيم

تصفح المزيد..
آخر الأخبار