الوحدة: 5- 9- 2023
تركزت مشاركات الحضور في اللقاء الحواري الذي أطلقته محافظة طرطوس بعنوان “المجالس المحلية ودورها في خدمة المجتمع” على ضرورة تطبيق اللا مركزية في عمل المجالس المحلية وتفعيل دور لجان الأحياء وحل مشكلة تضارب الصلاحيات وتداخلها وتوزيع الصلاحيات اللامحدودة للمحافظ على معاونيه مثلاً، وتفعيل وتشجيع المبادرات التشاركية وعدم عرقلتها حيث لا يتم قبول أية هبة إلا بعد موافقة مجلس المحافظة، كما تمنى بعضهم الآخر تعديل القانون ١٠٧ لتلافي الضبابية الموجودة في بعض فقراته، وتأمين الكوادر والآليات اللازمة للوحدات الإدارية لتتمكن من أداء عملها، لافتين إلى أنه من غير المعقول ألا يوجد صلاحية لدى رئيس المجلس المحلي يمكنه من تعيين أي عامل نظافة ولو ل٣ أشهر، كما لا يستطيع ومجلسه شراء أي آلية أو التصرف بموارد البلدية الاستثمارية بما يخدم عمل المدينة، وأشار المشاركون لإحباط المواطنين من طريقة الانتخابات المحلية الذي أثر على تعاونهم ومشاركتهم الفاعلة، ما يتطلب إعادة ثقتهم وإعادة تفعيل طاقتهم الخلاقة عبر فتح المجال لهم للتفكير والتنفيذ بما يحسن ويخدم واقع مدنهم وقراهم، تحديد وتفعيل دور المجالس المحلية المنتخبة لتحقيق التنمية، وتطوير المجالات الاقتصادية والسياسية والإدارية والاجتماعية والثقافية والبيئية، والانتقال بها إلى أفضل حال، وتوفير الحاجات المحلية والسعي لمشاركة المواطنين في رسم سياسة المجتمع بإعداد مخططات محلية للتنمية، وحل العراقيل التي تحد من تحقيق مخططات المجالس المحلية وتؤثر سلباً على أدائها، مع الرقابة على ميزانية البلدية وخطط التنمية والمشاريع، ومحدودية التمويل المحلي، كذلك طرح بعض المشاركين عدداً من القضايا العالقة منذ سنوات بانتظار الموافقات المركزية كموضوع الواجهة الشرقية للكورنيش البحري بطرطوس وموضوع الاستثمارات السياحية المتعثرة، والقرارات القضائية التي صدرت بخصوص الانتخابات ولم تنفذ وتعاد الانتخابات في قطاعاتها، إضافة لتأخر ومماطلة تنفيذ العديد من القرارات التي تتخذها هذه المجالس ومكاتبها التنفيذية حتى اليوم !! كما سجل أحدهم استغرابه من عدم دعوة رؤساء مجالس الوحدات الإدارية في المحافظة كونهم الأقدر على تقييم القانون ١٠٧ والتحدث عن العقبات التي تواجههم بسببه، لافتين إلى أن وجودهم كاختصاصيين ومطالبتهم قبل وقت بإعداد مذكرات عن ملاحظاتهم ومقترحاتهم كان سيعطي حصيلة أفضل لهذا اللقاء، حيث من المفترض أن يتم رفع توصيات ومقترحات للوزارة بخصوص ماتم مناقشته في الحوار للوصول لبعض الحلول والتحسينات وحتى التعديل على قانون الإدارة المحلية الحالي.
وتحدث الإعلاميون المشاركون في اللقاء عن تغييبهم عن معظم الاجتماعات المحلية وعدم دعوتهم إليها وعدم تعاون هذه الجهات معهم بشكل عام، داعين لتفعيل اللقاءات المباشرة بين ممثلي الوحدات الإدارية والمواطنين للاستماع إلى شكاويهم وملاحظاتهم بشكل دوري، أما هذا اللقاء الحواري فيأتي ضمن البرنامج الخاص بالندوات واللقاءات الحوارية الذي بدأ بعد لقاء السيد الرئيس الدكتور بشار الأسد مع الإعلاميين وتوجيهاته بأهمية مشاركة الإعلام الفاعلة في هذه المرحلة، لتطلقه وزارة الإدارة المحلية والبيئة في المحافظات السورية تباعاً، وصولاً لإطلاق هذا اللقاء الحواري السابع في طرطوس برعاية وحضور محافظ طرطوس فراس الحامد ود.محمد حسين أمين فرع حزب البعث العربي الاشتراكي بالمشاركة مع المجتمع المحلي والفعاليات الشعبية والحزبية والدينية والإعلامية والاقتصادية في المحافظة.
وعلى هامش اللقاء كان المهندس حكمت إسماعيل رئيس فرع نقابة المهندسين بطرطوس قد أشار “للوحدة” أن تحسين عمل المجالس المحلية يحتاج لتعيين مهندسين والاستفادة من خبراتهم ودراستهم كونهم الأكفأ، حيث يوجد نقص كبير بالمهندسين في العديد من الوحدات الإدارية، مع أن طرطوس تضم وحدها حوالي ٢٠ ألف مهندس! بدوره المهندس مظهر حسن مدير بلدية طرطوس رأى أن التشاركية ضرورة في هذه المرحلة، وتطبيق القانون ١٠٧ وتفعيل اللا مركزية وجعل الالتزام به ثقافة من شأنه أن يحسن كثيراً من واقع عمل البلديات وخدماتها.
رنا الحمدان