انطلاق مؤتمر اتحاد المؤسسات العربية في أمريكا اللاتينية (فيا آراب) في دمشق تعبيراً عن التضامن مع سورية
الوحدة 2023-09-04
انطلقت فعاليات المؤتمر الاستثنائي الخمسين لاتحاد المؤسسات العربية في دول أمريكا اللاتينية (فيا آراب) على مدرج جامعة دمشق اليوم، تعبيراً عن التضامن مع سورية في وجه ما تتعرض له من إرهاب وعقوبات اقتصادية غربية ظالمة تزيد من معاناة الشعب السوري.
ويناقش المشاركون في المؤتمر من رؤساء وأعضاء مؤسسات وجمعيات اغترابية وممثلين عن أندية اغترابية ومراكز ثقافية عربية في بلدان أمريكا اللاتينية على مدى ثلاثة أيام سبل تعزيز دور المغتربين في الدفاع عن وطنهم الأم وقضاياه وقضايا أمتهم وخدمة أهدافها وحضارتها الإنسانية.
وأكد وزير الخارجية والمغتربين الدكتور فيصل المقداد في كلمة خلال افتتاح المؤتمر أن سورية تحتضن هذا المؤتمر رغم الظروف الصعبة التي تمر بها منذ بدء الحرب الإرهابية التي فرضت عليها والمحاولات الدائمة للقضاء على فكرة وروح العمل الاغترابي.
وأشار المقداد إلى أن العلاقة بين سورية و”فيا آراب” ليست حدثاً طارئاً، فهي لم تدخر جهداً في سبيل دعم هذا الاتحاد وتطويره وتعزيز مكانته الاغترابية منذ انطلاقته الأولى، إيماناً بقدرة المغتربين على لعب دور محوري لصالح قضايا أوطانهم الأم المحقة والعادلة، وهذا ما تجلى بوضوح في مواقف “فيا آراب” المناهضة للحرب الإرهابية المفروضة على سورية والرافضة للإجراءات القسرية أحادية الجانب غير الشرعية والظالمة المفروضة من قبل الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الاوروبي لاستكمال مشروع الحرب على سورية، بعد فشل أدواتهم في تحقيق أهدافهم التدميرية.
وأوضح المقداد أن هذا الاتحاد الاغترابي أضحى منبراً ثقافياً واجتماعياً مهماً لأبناء جالياتنا في بلدان الاغتراب، وجسراً لتعزيز التواصل مع بلدانهم الأم، لشرح حقيقة ما يجري في سورية خلافاً لما تروجه وسائل الإعلام الغربية، معرباً عن أمله بأن يكون تركيز عمل المجتمعين متمحوراً حول مستقبل هذا الاتحاد، ووضع الآليات الجديدة التي تمكنه من تطوير عمله وأدائه انسجاماً مع رؤيته الشاملة.
وقال وزير الخارجية والمغتربين: إن الواقع العالمي الذي نعيشه اليوم هو واقع جيوسياسي بالغ التعقيد، ويحمل العديد من التهديدات والتحديات الوجودية، وأبرزها المواقف الدولية المتغيرة تجاه قضايانا العادلة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، ولكن هذا الواقع يحمل في طياته إمكانية النجاح، ويجب الاستفادة من فرص التغيير الدولية لما يصب في مصالحنا لنكون قادرين على تعزيز قدراتنا في الدفاع عن قضايانا العادلة والمحقة.
وشدد المقداد على أهمية الاتحاد ودوره في العمل مع شعوب البلدان الأخرى، ليكون قادراً على مواجهة أساليب الهيمنة والتآمر الجديدة بأدواتها الإعلامية الاقتصادية، إضافة إلى الاهتمام بالعناصر الشابة لضمان استمرار ارتباط الأجيال القادمة والتي وصلت في بعض بلدان الاغتراب إلى الجيلين الرابع والخامس للمتحدرين من أصول عربية مع قضايا أوطانهم الأم.
وأكد المقداد أن سورية تقف إلى جانب القوى الخيرة في العالم لبناء عالم جديد ينتهي فيه الاستعمار والهيمنة والسيطرة على مقدرات الشعوب، ويقوم على تعددية الأقطاب والعدالة وميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي.
وأعرب المقداد عن ثقته بأن الاحتلال الأمريكي والتركي لجزء من أراضي سورية ونهب ثرواتها الوطنية ودعم المجموعات الإرهابية والانفصالية، سينتهي بفضل نضال شعبنا البطل في دير الزور والحسكة والرقة وغيرها، جنباً إلى جنب مع الجيش العربي السوري، مشيراً إلى أن انسحاب تركيا من كل ذرة تراب سورية هو الطريق الوحيد لإعادة العلاقات إلى ما كانت عليه من تعاون وتنميه تخدم الشعبين الجارين.
ولفت المقداد إلى أن الولايات المتحدة تدعم القوات التركية المحتلة من جهة والانفصاليين من جهة أخرى، بهدف إضعاف الدولة السورية، وهذه السياسة أصبحت مكشوفة، مشدداً على دعم كل تحرك يقوم به أي مواطن سوري من أجل التخلص من الاحتلال الأمريكي وأدواته من العناصر الانفصالية.
وأكد المقداد أن رهان الولايات المتحدة وكيان الاحتلال الإسرائيلي وأدواتهما بقدرتهم على فصل سورية عن أمتها العربية خاطئ، مبيناً أن ما تحققه الدول العربية من إنجازات وتقدم هو جزء لا يتجزأ من إنجازات سورية، أما القضية المركزية للشعب العربي وهي قضية فلسطين فتعمقت أكثر في قلوب وعقول السوريين.
وأشار المقداد إلى أن سورية تسعى لإقامة أفضل العلاقات مع دول أمريكا اللاتينية لكن العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها وعلى بعض تلك الدول تعيق ذلك، لافتاً إلى أن بوليفيا طلبت منذ يومين إقامة علاقات دبلوماسية مع سورية وكان القرار السوري بالموافقة.
بدوره قال معاون وزير الخارجية والمغتربين الدكتور أيمن سوسان: “نرحب بكم في دمشق قلب العروبة النابض والمدافع الأمين عن قضايا ومصالح الأمة، والتي ما زالت ترى أن قوة وحرية العرب في وحدتهم”.
وأعرب سوسان عن تقدير سورية الكبير لمواقف اتحاد المؤسسات العربية في دول أمريكا اللاتينية (فيا آراب) تجاه القضايا المصيرية للأمة، والوقوف إلى جانب سورية في مواجهة السياسات التدميرية للإدارة الأمريكية والكيان الصهيوني.
من جانبه أشار عضو القيادة المركزية لحزب البعث العربي الاشتراكي رئيس مكتب الثقافة والإعلام الدكتور مهدي دخل الله إلى أن سورية تعيش امتحاناً تاريخياً صعباً، ولا أحد في هذا العالم واجه ما تواجهه من حروب مجتمعة بأشد أشكالها، في ظروف كان فيها القطب الواحد حاكماً مطلقاً للعالم لا يقف في وجهه أحد، مضيفاً: إن سورية كانت طليعية في مواجهة هذا القطب، ووضعت بذلك الحجر الأساس لنظام عالمي متعدد القوى.
وأشار الدكتور دخل الله إلى أنه رغم الظروف الصعبة التي يعيشها الشعب السوري، لكنه مستمر في المواجهة لأنها الخيار الوحيد الممكن.
بدوره قال رئيس اتحاد المؤسسات العربية في دول أمريكا اللاتينية (فيا آراب) جورج علم: “نحن صامدون مع سورية حتى يتمكن الشعب السوري العظيم من العيش بسلام، ودعمنا له غير محدود”، معرباً عن شكره للحكومة السورية على استضافتها مؤتمر (فيا آراب) الخمسين.
في حين نوه رئيس (فيا آراب) في بنما غسان سلامة بموقف سورية التاريخي من القضية الفلسطينية، وقال: “نحن اليوم هنا لنؤكد دعمنا لسورية بمواجهة الحصار والعقوبات الجائرة المفروضة على الشعب السوري”.
من جهته أعلن ميخائيل إلياس مسكين القادم من الأرجنتين وهو سوري الأصل أن اتحاد المؤسسات العربية في دول أمريكا اللاتينية (فيا آراب) يسعى إلى رفع الحصار والعقوبات عن سورية بشتى الوسائل.
حضر افتتاح المؤتمر وزراء الاقتصاد والتجارة الخارجية الدكتور محمد سامر الخليل والتعليم العالي والبحث العلمي الدكتور بسام ابراهيم والثقافة الدكتورة لبانة مشوح، وعضو القيادة المركزية لحزب البعث الدكتور محسن بلال، ورئيس جامعة دمشق الدكتور محمد أسامة الجبان، وعدد من أعضاء مجلس الشعب ومديري الإدارات بوزارة الخارجية، وعدد من السفراء وممثلي البعثات الدبلوماسية المعتمدة بدمشق.
يشار إلى أن عدداً من المغتربين السوريين واللبنانيين أطلقوا بداية عام 1963 فكرة تأسيس تجمع عربي ذي طابع سياسي واجتماعي من البرازيل، ولاقت الفكرة حينها رواجاً في غالبية أمريكا اللاتينية، حيث انضمت إليها شخصيات اغترابية من الأرجنتين والأورغواي والبارغواي وكوبا وفنزويلا وبنما وغيرها من الدول.