الوحدة 4-9-2023
قدم المندوب الدائم للاتحاد الروسي لدى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية في لاهاي السفير ألكسندر شولغين عرضاً حول التعاون بين بعثتي سورية وروسيا الاتحادية لدى المنظمة، لمواجهة أكاذيب وافتراءات الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها من الدول الغربية ضد سورية، ومحاولات تسييس عمل هذه المنظمة.
وأكد السفير شولغين خلال ندوة عامة نظمها المعهد الدبلوماسي في وزارة الخارجية والمغتربين اليوم بمكتبة الأسد الوطنية بدمشق أن الولايات المتحدة تفعل ما بوسعها لتعزيز نظام القطب الواحد في العالم، وتحاول أن تصور نفسها على أنها بطلة السلام والعدالة، ولكن الواقع مختلف تماماً، مشيراً إلى أن مندوبي سورية وروسيا تمكنا من خلال العمل المشترك في منظمة حظر الأسلحة الكيميائية من التصدي لهجوم الدول الغربية التي حاول مندوبوها مراراً وتكراراً إلحاق الأذى بسورية وروسيا، مستخدمين مقاربات وذرائع مختلفة.
وذكر السفير شولغين بغزو الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها للعراق بذريعة استخدامه أسلحة الدمار الشامل، وقال: إننا “الآن نرى نتيجة ذلك في ليبيا والعراق والدمار الهائل الذي لحق بهذين البلدين، ما شكل بؤرة مظلمة تهدد حتى الدول الأوروبية نفسها، وطبعا منذ عام 2015 قاموا بشكل مستمر باستخدام طرق أخرى ضد سورية، وأولوا اهتماماً كبيراً لتخريبها وتلفيق الاتهامات لها في منظمة حظر الأسلحة الكيميائية”.
منظمة حظر الأسلحة الكيميائية”.
ولفت السفير شولغين إلى الدفاع السوري الروسي المستمر عن سيادة البلدين ومصالحهما، من خلال التعاون الثنائي الوثيق في منظمة حظر الأسلحة الكيميائية منذ العام 2015 وحتى تاريخه، مبيناً أن المسؤولين الغربيين كثفوا في نيسان عام 2017 حملات التضليل ضد سورية فيما يتعلق بمزاعم استخدام السلاح الكيميائي في خان شيخون دون وجود أي أدلة واضحة، بينما أصدرت المنظمة في أعوام 2021 و2022 و2023 ثلاثة تقارير مليئة بالأكاذيب كانت جميعها معادية لسورية.
وبين السفير شولغين أن العديد من الخبراء لاحظوا عقب العدوان الأمريكي والبريطاني والفرنسي على سورية على خلفية الادعاءات المزعومة باستخدام السلاح الكيميائي في دوما بريف دمشق وجود تناقضات في الأدلة المطروحة من قبل الإدارة الأمريكية، وكان واضحاً حجم التضليل الممنهج في الصور، حيث لم تبرز أي أعراض ناتجة عن استخدام سلاح كيميائي، وهذا ما أربك المسؤولين الغربيين الذين حاولوا إخفاء الوقائع في العديد من الجلسات الرسمية للمنظمة، وما قدمه الوفدان السوري والروسي من حقائق وبراهين دقيقة.
وخلال الندوة تم استعراض فيديو وثائقي لعدد من الأدلة التي تدحض المزاعم الغربية، وتبين بدقة قيام المنظمات الإرهابية ومنظمة ما تسمى “الخوذ البيضاء” بمسرحية معدة مسبقاً تدعي تعرض المدنيين لأسلحة كيميائية، وهذا ما لم يتم إثباته في الصور والفيديوهات التي وثقت الحادثة المزعومة، مبيناً أن سورية استطاعت كشف زيف ادعاءات الشخصيات التي زعمت أنها كانت شاهدة على هذه الحادثة المزعومة.
وقال السفير شولغين: إن تأثير الأمريكيين كان كبيراً على عمل المنظمة التي استمرت في إصدار تقارير معدة مسبقاً، وكانت روسيا ترفضها باستمرار وتمكنت من منع إصدار العديد من القرارات التي لا تتناسب مع آلية عمل المنظمة، مبيناً أن هناك تدهوراً في سياسات المنظمة وأمانتها الفنية جراء هيمنة الولايات المتحدة وحلفائها على قراراتها بشكل يناهض المعايير الدولية، وهذا ما برز في قراراتها غير الشرعية التي صدرت ضد سورية دون وجود أدلة دقيقة.
وأوضح شولغين أن فرنسا حاولت أيضاً تزييف الحقائق من خلال فيلم وثائقي حمل عنوان “الكهف”، وهو ماردت عليه سورية وروسيا عبر الفيلم الوثائقي “الطريق إلى النور” الذي يدحض الأكاذيب الغربية، ويبين ماهية الأدلة المزعومة من قبلهم في حادثة استخدام الأسلحة الكيميائية في دوما، مشيراً إلى أن ما تسمى لجنة تقصي الحقائق بالمنظمة غضت الطرف عن المعلومات والوثائق المقدمة من قبل سورية وروسيا، وقبلت الأدلة المقدمة من الدول الغربية دون التحقق من صحتها، وهو ما يمثل انتهاكاً صارخاً لقوانين المنظمة.
وتقدم عدد من المشاركين في الندوة بمداخلات وتساؤلات حول الأسباب الكامنة وراء ازدواجية المعايير المتبعة من قبل منظمة حظر الأسلحة الكيميائية والأمانة الفنية فيها بالتعامل مع سورية وروسيا الاتحادية ومدى إمكانية تحقيق مشاركة فاعلة ومؤثرة للدول الصديقة والحليفة في عمل المنظمة ولجانها.
وفي رده أشار السفير شولغين إلى محاولة بلاده ضم خبراء روسيين وإيرانيين إلى بعثة تقصي الحقائق، ولكن ذلك جوبه برفض مستمر من قبل الأمانة الفنية للمنظمة مقدمةً حججاً غير منطقية، علماً بأن الخبراء البريطانيين والأمريكيين موجودون في البعثة، بينما كانت الأمانة تماطل باستمرار عندما أثارت البعثة الدبلوماسية السورية إمكانية تعديل الشروط المرجعية للبعثات الخاصة للمنظمة دون وجود مبررات واضحة، مدعية أن هذه الآلية المتبعة تحتاج إلى فترة زمنية طويلة لتعديلها.
وبين شولغين أن سورية وروسيا سبق وأدانتا منح الأمانة الفنية مسؤولية الإسناد لتحديد المسؤولين عن استخدام الأسلحة الكيميائية، وهذا يعد قراراً غير شرعي وانتهاكاً لاتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية وصلاحيات مجلس الأمن الدولي، موضحاً أن بعثة تقصي الحقائق واصلت القيام بنهج معاد ضد سورية ووضع العراقيل أمام مساعيها وجهودها لتقديم الحقائق رغم الانفتاح غير المسبوق الذي أبدته الحكومة السورية أمام بعثات المنظمة والإجراءات المتخذة لتسهيل عملها.
وفي بداية الندوة نوه مدير المعهد الدبلوماسي في وزارة الخارجية والمغتربين الدكتور عماد مصطفى بالجهود المبذولة من قبل السفير شولغين في الوقوف إلى جانب الأحرار والشرفاء في العالم، مقدماً تعريفاً موجزاً بمسيرته المهنية والبعثات الدبلوماسية التي ترأسها ممثلا لبلاده في دول العالم.
وفي تصريح للصحفيين، أكد الدكتور مصطفى أن العرض الذي قدمه السفير شولغين تناول بالدرجة الأولى التعاون الدبلوماسي عالي المستوى والوثيق بين روسيا الاتحادية وسورية لدى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية في لاهاي، حيث عمل الفريقان الدبلوماسيان السوري والروسي بامتياز على دحض جميع الافتراءات، وإثبات أن كل القصص والروايات التي حيكت وحبكت ضد سورية في محاولة تشويه سمعتها إنما كانت محض افتراء، ولم تقم على أي أدلة علمية واقعية.
وبين مصطفى أنه تم خلال الندوة شرح آلية التعاون السوري الروسي للتصدي للحملة الإعلامية الغربية التي تقودها الولايات المتحدة، في محاولة للنيل من سمعة سورية وقيادتها، كما تم التطرق لجميع الأفكار والآراء المتعلقة بالمزاعم والافتراءات حول مزاعم الهجمات الكيميائية في سورية، وتم عرض الوقائع والأدلة والبراهين والصور وصور الفيديو بشأن جميع الحجج المستخدمة ضد سورية وجرى دحضها.
حضر الندوة السفير ميلاد عطية المندوب الدائم لسورية لدى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، ومدير عام هيئة الطاقة الذرية الدكتور إبراهيم عثمان، وعدد من أعضاء البعثة الدبلوماسية الروسية بدمشق، ومديرو الإدارات بوزارة الخارجية والمغتربين، وممثلو وسائل الإعلام الوطني، وعدد من المهتمين والباحثين.