أبو الرّيحان البيروني… العالم الموسوعي و الفيلسوف النابغة

الوحدة 4-9-2023  

البيروني هو أبو الرّيحان محمّد بن أحمد البيروني فيلسوف وعالم مسلم من إيران ولد في عام 362ﻫ – 973م وتوفي عام 440ﻫ – 1048م

من ألقابه: أبو الرّيحان، البيروني، الأستاذ، عالم العلماء، أعظم عظماء الأمّة الإسلاميّة.

عرِفَ البيروني منذ طفولته بمجموعة من الصّفات الحميدة الّتي تُميّزه عن غيره من أهمّها أنّه كان: طيّب المعشر، حسن الخلق، لطيف المقال، عفيف الفعل، عزيز النّفس، محباً للعلم ومقدّراّ لمكانته العاليّة، شغوفاً بتحصيل العلوم والمعارف، مولعاً بالقراءة، مهتمّاً بتصنيف الكتب، يطيل النّظر في أقسامها وأبوابها، صديقه الحميم القلم الّذي لم يكن يغادر يده، فكان فيلسوفاً، ومؤرّخاً، وجغرافيّاً، ولغوياًّ، وشاعراً، وجولوجيّاً، ومترجماً، ورحّالة، يجيد رسم الخرائط، وصُنِّف عالماً في الفلك، والرّياضيّات، والعلوم الطّبيعيّة، والصيدلة، وكان ملمّاً بالعديد من اللغات كالفارسيّة، والتّركيّة، والعبريّة، واليونانيّة القديمة، والسّنسكريتيّة، والسّريانيّة، والعربيّة الّتي كتب بها معظم مؤلّفاته.

اهتمّ البيروني بعلوم الأرض كثيراً وتضمنت أعماله الكثير من الأبحاث عنها، ووضع طريقة دقيقة لقياس نصف قطر الأرض، وحدّد بدقّة أهم خطوط الطّول والعرض، وقال بدوران الأرض حول محورها في كّتابه مفتاح علم الفلك، وذكر بأنّ الشّمس هي مركز الكون الأرضي، وحَسَب بُعد الشّمس عن القمر، وبُعد الأرض عن الشّمس، وقد عمل في الفيزياء، والرّياضيّات، والفلك، والتّاريخ، والجغرافيا، والفلسفة، والكيمياء، والأنثروبولوجيا، وغيرها، وصنّف أكثر من مائة وعشرين كتاباً، من أشهرها كتاب تاريخ الهند، وكتاب الآثار الباقية عن القرون الخالية، وكتاب التفهيم، وكتاب القانون المسعودي، وكتاب في الصّيدلة، وكتاب الاستيعاب في صنعة الاسطرلاب، وكتاب تاريخ الأمم الشّرقيّة، ومؤلفات عديدة في مسائل علميّة مختلفة، وله العديد من المساهمات في حساب المثلّثات والدّائرة وخطوط الطّول والعرض.

وصفه أحد المستشرقين: “بأنه أكبر عقليّة علميّة في التّاريخ، وأنّه من أضخم العقول الّتي ظهرت في العالم، وأنّه من أعظم العلماء على مر العصور”

وقال عنه مايرهوف: “إنّ اسم البيروني أبرز اسم في موكب العلماء الكبار واسعي الأفق الّذين تزدان بهم الحضارة العلمية الإسلامية”.

ولكلّ هذا فإن الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة تحتفل بشكل سنوي بذكرى ميلاد هذا العقل الإسلامي الكبير والعظيم، والمفكّر الموسوعي تكريماً له ولعطاءاته غير المحدودة كعادتها المتأصّلة في تكريم العلماء والمفكرين والمبدعين.

 

د. عز الدين علي

تصفح المزيد..
آخر الأخبار