الوحدة:4-9-2023
افتتح فرع اتحاد الجمعيات الحرفية في طرطوس (جمعية المهن اليدوية والحرف التراثية والتقليدية) معرضه السنوي في الساحة المحاذية لسوق المهن اليدوية في العبارة التي تقع آخر الكورنيش البحري بجانب حديقة الطلائع، وذلك بمشاركة حوالي ٣٥ حرفياً وحرفية ونزلاء ونزيلات السجن المركزي، وضم المعرض الذي يستمر لغاية ٧ / ٩ / مشغولات يدوية وفنية، كالحلي القديمة والحرير الطبيعي المصنع من تربية الشرانق التي تواجه خطر الاندثار، ومجسمات السفن الفينيقية، وأطباق القش والخيزران والفخار، والمشغولات المصنعة من خيوط الصوف والمنحوتات الفنية الخشبية واللوحات الفنية المصنعة من حصى البحر وتوالف البيئة، فيما رأى الحرفيون المشاركون أن المعرض يهدف للترويج لأعمالهم والتعريف بالأعمال اليدوية والتراثية، كما أنه فرصة جيدة لجذب الناس للاطلاع على عملهم خاصة وأنه يقام على الكورنيش مباشرة.
بدوره عضو مجلس اتحاد الحرفيين في طرطوس منذر رمضان لفت لأهمية إقامة هذا المعرض سنوياً لدعم استمرار الحرفيين في الإنتاج، مشيراً لتميز المعروضات التي تحاكي تراث الأجداد بلمسات عصرية وإبداعية، كما أمل رمضان في أن تتحول ساحة المعرض مستقبلاً لمبنى بانورامي يحيي الفن التراثي العريق، وإلى حاضنة لتدريب الشباب على الحرف التراثية العريقة، أما حرفيو طرطوس الذين كانوا قد تفاءلوا خيراً بعد تخصيصهم بسوق في نفق على الكورنيش البحري جنوباً قبل عامين بأجور رمزية للإشغال، فلا زالوا ينتظرون تحقق الازدهار السياحي في تلك المنطقة المجاورة لمشروع المارينا البحري الذي تم توقيع عقد استثماره قبل سنوات وتسويره وبقي على حاله حتى اليوم !!
في حين كانت نظمية إسماعيل المسؤولة عن السوق قد جددت مطالبتها بالمؤتمر السنوي للحرفيين بضرورة إبعاد كولبة الدفاع الوطني الملاصقة للمدخل غرباً، وفتح المجال للحرفيين لعرض منتجاتهم على الكورنيش أمام السوق المهني لمساعدتهم في تسويق منتجاتهم أسوة ببعض بائعي الصدفيات على الكورنيش، بوقت طالب بعض الحرفيين بتخصيص مساحات لهم على رصيف المتحف لمساعدتهم والترويج لمنتجاتهم للسياح الذين يرون متحف طرطوس (الكاتدرائية الأثرية) محطة هامة لهم، فيما لم تتحقق العديد من هذه المطالبات، حيث يحتاج إبعاد كولبة الدفاع الوطني لقرار اللجنة الأمنية بالمحافظة، كما تحتاج موافقات إشغال رصيف المتحف لإجراءات أخرى أيضاً، وأوضح عدد من حرفيي طرطوس للمهن اليدوية أنهم طالبوا البلدية عدة مرات بتأمين إنارة شمسية على الكورنيش تسمح بدخول الضوء لنفق السوق، وبإعادة تقييم شاغلي السوق داخلياً ليتركز على المهنيين الحقيقيين الذين يصنعون بأيديهم وأمام الناس، لأن مجموعة منهم كما يشيرون يشتري بضاعة جاهزة من دمشق وغيرها ويقوم بعرضها وتسويقها فقط، فيما لفت آخرون أن حال الناس بظروفهم المعيشية الصعبة أرخى بظلاله عليهم، حيث خف البيع وندر لأن مشغولاتهم باتت كماليات بنظر الكثيرين باستثناء المغتربين الذين يرغبون بشراء الهدايا والتذكارات والمقتدرين الذين يحبون اقتناء القطع المميزة، ومن يزور السوق في الأيام العادية يرى العديد من محلاته مغلقة نظراً لغلاء أجور التنقل وصعوبتها لمن يسكن الريف منهم خاصة، حيث تتعذر عودتهم ليلاً لمنازلهم، فيما تزدهر الحركة أساساً على الكورنيش البحري في ذلك الوقت، ليبقى الأمل لمعظم الحرفيين بعودة الانتعاش الاقتصادي للبلاد، وبدعم مشاريعهم الصغيرة والمتناهية الصغر بقروض ميسرة تساعدهم على النمو والاستمرار.
رنا الحمدان