الوحدة : 3-9-2023
ألم يحن الوقت لامتلاك زمام المبادرات والابتعاد عن الخرائط المرسومة والتي أكل الزمان عليها وشرب؟!
نحن الآن أصبحنا وبفعل التقادم ومجريات الحياة المتطورة بحاجة إلى أساليب وابتكارات ذاتية تعزّز الإجراءات السابقة في التخطيط الخدمي ودعم المواطن وتقديم مقومات الحياة الضرورية، وأهمها مياه الشرب، من ناحية عين البيضا، وبغضّ النّظر عن مواعيد إرسال المياه لسكّانها وتجمعاتها كل خمسة أيام، ففي قلب هذا التجمّع المطّرد من ناحية التوسّع العمراني نرى العجب وقلّة الحيلة في التصرّف، عين البيضا بالاسم والمكان (النبع) يبعد عن قلب الناحية وتحديداً بلديتها نحو ٣٠٠ متر فقط، المقر الخدمي الأهم؟! هي نبع عذبة منعشة غزيرة (مهملة تماماً) هي هبة مجّانية متروكة، حتى الطريق إليها وعرة ضيّقة، هي كنز حقيقي في ظلّ الحاجة والحرمان الذي يتنقّل بين كافة الاتجاهات، هذه المياه الهاربة إلى السواقي والوديان على مدار الوقت كفيلة بأن تغذّي كامل ناحية عين البيضا والمناطق المحيطة بها، إذا تم العمل على تجميعها ودراسة مخطّط يحافظ على كل قطرة مياه ضمن حوض مائي والقيام بضخها ضمن الشبكات أو العمل على سحبها عبر الغطاسات إلى الخزانات التجميعية المجاورة لها تماماً، والغريب بالأمر لماذا لم تتم دراسة إنشاء سدّة مائية لتجميع هذه الثروة المنسية التي تشبه مسيل هامشي لصرف صحّي مهمل؟! مع العلم أن الكثير من القرى والمزارع المجاورة هي بأمس الحاجة لمياه الشرب وكذلك الري، وهي غير معرّضة لعمليات الضخ والسحب من باطن الأرض ولا تحتاج لتكلفة الوقود والتشغيل المستمر، لازالت غزيرة في ظل الطقس الحار والاقتراب من نهاية الصيف، وهذا يؤكّد أنّها ضمن حوص تخزيني غزير لا ينضب، فهل يتم التعامل مع هذه الثروة كرافد مهم لشبكات المياه، والقيام يما يلزم عبر دراسة بسيطة، إما بإدخالها ضمن منظومة الشبكة أو العمل على إنشاء سدّة مائية تحاصر هذه المياه تشبه الكثير من السدّات المقامة على تجميع الأمطار فقط (وأن تصل متأخراً خير من ألا تصل أبداً) وهذا الأمر متروك بين أيدي المعنيين عموماً وخاصّة بلدية عين البيضا كونها المسؤول أولاً وآخراً عن الواقع الخدمي هناك؟
سليمان حسين