الوحدة 26-8-2023
الوظائف الخضراء مصطلح يُطلق على أي وظيفة تُساهم في الوصول إلى عالم أكثر استدامة.. تقوم على دعم وتعزيز وحفظ واستعادة جودة البيئة، هذا ما بدأت به الدكتورة عبير علي ناعسه – أستاذ مساعد في قسم الاقتصاد والتخطيط، اختصاص اقتصاد بيئي- لقاءنا معها عند سؤالنا لها عن الوظائف الخضراء. وتابعت قائلة عن أماكن وجودها وانتشارها :
تتواجد الوظائف الخضراء في قطاعات اقتصادية محورية عدة، وهي: الطاقة، والصناعة، والمياه، والزراعة وإنتاج الغذاء، والمدن والمباني، وإدارة النفايات، والسياحة، والنقل والمواصلات. وتأتي الوظائف الخضراء ضمن ما يسمى بالاقتصاد الأخضر أو الاقتصاد البيئي، والذي جاء كعلاج للأزمات التي طالت الأشكال التقليدية للاقتصاد، والذي يسمى بالاقتصاد الأحفوري القائم على البترول والغاز الطبيعي، من خلال نقل المجالات التي ترتكز عليها الاستثمارات نحو القطاعات الخضراء الناشئة، وهو جزء كبير من التنمية المستدامة حيث إنه من شأن الاقتصاد الأخضر تحقيق التنمية المستدامة وبلوغ الأهداف الإنمائية كما يمكن من توفير الاستراتيجيات اللازمة لمواجهة الأزمات العالمية الحالية والمقبلة والتحديات البيئة للاستفادة من الفرص البديلة.
وأما عن الوظائف الخضراء في الدراسات الاقتصادية، أشارت د. عبير إلى أنّ الدراسات الاقتصادية تعدها مقياساً جديداً للإدارة العامة والتنمية المستدامة”. إذ إن الاقتصاد المعاصر، ينصب التركيز فيه بشكل متزايد على تنمية الاقتصاد الصديق للبيئة، لأن التنمية المستدامة لأي اقتصاد تنطوي على اهتمام بيئي متزايد في أي مجال.
أما عن سياسة سورية التنموية أشارت د. عبير إلى أن سورية اعتمدت على القطاعات الاقتصادية لتنفيذ مخططاتها التنموية التي تسعى من ورائها إلى تحقيق أهداف السياسة الاقتصادية العامة وخاصةً التوازنات الداخلية مثل دعم النمو الاقتصادي ومحاربة البطالة والتضخم. وهو ما جعل القطاعات الاقتصادية المختلفة محوراً هاماً في عملية التنمية الاقتصادية في سورية، خصوصاً بعد تعرض سورية لحرب دامت لأكثر من عشر سنوات، والتوجه الحالي نحو الاقتصاد الأخضر والاستفادة من مقوماته في تحقيق التنمية المستدامة.
بداية لا بد من توضيح مفهوم الاقتصاد الأخضر والوظائف الخضراء: أما عن هذه الوظائف من الناحية العلمية قالت د.عبير :
– تخفض استهلاك الطاقة والمواد الخام.
– تحد من انبعاثات الغازات الدفيئة.
– تقلل النفايات والتلوث.
– تحمي النظم الإيكولوجية وتسترجعها.
– تمكن المنشآت والمجتمعات المحلية من التكيف مع تغير المناخ. وهكذا تعد الوظائف الخضراء حلاً لمشكلة التغير المناخي والتدهور البيئي، لأنها تعمل على التنسيق بين أهداف الحد من الفقر، وتلك الخاصة بتخفيض مستويات انبعاث الغازات الدفيئة، وتحسين البيئة الطبيعية من خلال استحداث وظائف لائقة للسكان، أي أن الهدف رقم واحد هو الحد من الفقر، والهدف رقم سبعة هو الاستدامة البيئية ، ومن هنا نلاحظ كيف أن تطبيق وتحقيق الوظائف الخضراء بأهدافها السبعة سوف يؤدي حتماً إلى تحقيق التنمية المستدامة.
نور محمّد حاتم