الوحدة: 22- 8- 2023
من يمشي في شوارع طرطوس اليوم يرى العجب!!
حاويات القمامة تغص، وتطوف بمحتوياتها من أوساخ، وقاذورات تتبعثر حولها وفي كل مكان..
فوق الأرصفة، وعلى طول الشوارع، عند أبواب البيوت وفي الحدائق..
في طرطوس.. لا يمكن أن ترى شارعاً نظيفاً إلا ما ندر !!
في مدينة السياحة.. الحدائق مكبات وتجمعات للقمامة، الأرصفة، والساحات، في كل مكان باستثناء القليل حيث يوجد “مسؤول” أو أكثر.
يمكنك أن تتنفس الصعداء أمام مبنى المحافظة مثلاً …
وفي حديقة الباسل المقابلة…
اليأس والإحباط عنوان كبير لمن يرى ويشم في هذا الحر الشديد.
وقد تدمع عيناه من رؤية عامل نظافة يحفر في الصخر دون نتيجة، حيث يجمع القمامة بيديه وبمكنسة بدائية من عصر العثمانيين على ما أعتقد !!
يدس الأوساخ ويضعها جانباً ريثما تمر سيارة شاحنة لا دخل لها بهذا الموضوع لكن للضرورة أحكامها!!
يركض العمال خلفها وهي تمشي ببطء يرمون ما يحملونه عن الأرصفة فوق الشاحنة التي تحمل ما لا طاقة لها به وينتشر ما ينتشر وسط الطريق ويمضون!!!
ليس خيالاً ولا فيلماً عبثياً
هو واقع نراه يومياً.. يعاد ويتكرر في كل شارع وحي !!
في طرطوس، اليوم ارتفعت أجور السرافيس. وازداد عدد الركاب بقوة القوة فقط..
لا حجة لراكب بالتذمر أو الرفض وإلا سيضطر للسير تحت أشعة آب اللهاب وفي رطوبة قد تقضي على الأنفاس الحزينة.
أمام المصرف العقاري، وحيث منافذ الصرافات متوقفة وحتى إشعار آخر..
يقف القادمون من الريف لقبض رواتبهم التقاعدية، فاليوم هو العشرون في الشهر، وعليه .. فقد تجمعت الحشود بانتظار الفرج.
وفي جولة لأكثر من صالة لخدمة المواطن.. الرفوف فارغة إلا من كماليات.. الزيت النباتي مفقود وسعره أيضاً..
في البقاليات موجود وسعره يرفرف حسب طموح البائع وجشعه !!
هنا.. اليوم.. كل يغني على ليلاه…بالطريقة الصوفية أو كما تغني أم كلثوم..
وما نحتاجه صلاة على الغائب.. الضمير الذي رحل مع من رحلوا، وبتنا ننتظر الغيث من السماء بينما تلتهب فينا المواجع .. حيث لا كهرباء ولا ….ولا رحمة.
سعاد سليمان