الوحدة 19-8-2023
من عاصمة الحمضيات ومساحاتها العريضة التي حجزت لنفسها أكبر تجمّع لأنواع كثيرة من البرتقال والليمون وتسمياتها الكثيرة، من قرية فديو التي تعتبر موطن السلّة الأهم من تلك الفاكهة الشهية المشهورة، حيث يمتلك مزارعو الحمضيات فيها ميزة الجودة في عمليات الزراعة والاهتمام بأشجارها. وللوقوف على آفاق وصعوبات التعامل مع هذه الفاكهة كان لا بُد من الاطلاع على عمليات ومراحل تقديمها للمستهلك بشكل مميز، حيث تمرّ عبر ظروف حسّاسة ابتداءً من ظهور الزهور وعمليات تثبيت العقد ورش المبيدات الحشرية والفطرية، إضافة لعمليات الري في الأوقات المناسبة وهذا الأمر يعدّ من أهم المراحل التي يجدر تنفيذها بكافة الظروف والأحوال، وصولاً إلى القِطاف والتوضيب وتأمين العبوات البلاستيكية التي تُرهق جيوب المزارعين. وللوقوف على هذه الأوجاع بشكل عام كان (للوحدة) لقاء مع السيد نزار أمين قاسم مختار قرية فديو وأحد أهم المزارعين هناك، حيث أكّد أن القلق أصبح واضحاً على وجوه المزارعين جراء أحداث كثيرة أصابت صُلب هذه الزراعة، فأصبح التفكير بهجرانها أمراً جدّياً لدى الغالبية، فأسعار الأدوية والسماد المقنّن بات في عالم آخر من الواقع، أضف إلى ذلك صعوبة وارتفاع أسعار النقل والعبوات البلاستيكية، ناهيك عن أضرار الطقس من عواصف وجفاف، وقد طالب قاسم المعنيين بجدولة توزيع مياه الري لتشمل كافة الحيازات الزراعية الموزّعة على مساحات واسعة من قرية فديو، أضف إلى ذلك ضرورة مساهمة السورية للتجارة باستجرار محاصيلهم التي تُعد رزقهم الأوحد، وعدم تركهم في غياهب الأسواق والخسارات المتلاحقة، ويؤكد مزارعو الحمضيات في قرية فديو ومحيطها أن عمليات الري هذا العام هي من أعقد المراحل حساسية حتى الآن، حيث يستوجب من القائمين على عمليات الري المساهمة الفعلية وعلى أرض الواقع القيام بتوفير المياه على كافة محاور خطوط الري التي وُضعت أصلاً لهذه الغاية، والعمل على إيقاف التسربات من المجاري وكذلك الصيانات الدورية لهذه الخطوط، وذلك للحفاظ على ما تبقّى من محصول فقير تكفّلت ظروف الطقس بقتل نصفه أو أكثر.
سليمان حسين
تصوير : حليم قاسم