الوحدة: 8- 8- 2023
ألقى الأستاذ نعيم علي ميا محاضرة في دار الأسد للثقافة بعنوان”التبدلات المكانية وأثرها على الشخصية، ركزت في محاورها على مفهومي الزمان والمكان وجدلية العلاقة بينهما وأثر ذلك في بناء الشخصية.. ولأهمية ماذكره الأستاذ نعيم نسلط الضوء على أهم ماجاء فيها فكان الآتي:
في بداية المحاضرة تم تحديد مفهومي المكان والزمان، فالمكان هو الموضع الحاوي للشيء وبذا يكون الموضع للإنسان (مكان السكن – مكان العمل – سائر الأنشطة والعلاقات الإنسانية)، وأما الزمان فهو قياس للتغير الذي يحصل داخل مانعرّفه بالمكان، أي مجموعة التغيرات التي تكوٌن حياة الانسان.
ومن ثم تناول العلاقة بين الزٌمان والمكان من جانب و الهويٌة من جانب آخر وجدلية العلاقة بينهما وبأنٌ تغير الزمان حكماً سيؤدي إلى تغير في السلوك وأنّ مكوٌن الهوية لم يعد الإرث فقط بل تحديٌات المكان والزمان، وهنا لابد من التنبيه إلى خطورة الاستسلام للمكان والزمان وهذا سيؤدي إلى فقدان الهوية.
كما تطرق إلى مفهوم الشخصية وتعدٌدها وتنوعها (عالمة – جاهلة – منفتحة – منغلقة – حسنة – شريرة ….) وأن التعدد في الشخصية يجعلها أكثر عرضة للتشوه، كما أن المؤثرات في بناء وتشكيل الشخصية كثيرة متشعبة (الدين- اللغة – القيم – العادات – التقاليد….).
كما وتحدث عن مفهوميٌ الثبات والتغير وهما مفهومان نسبيان حاصلان لامحالة ويلعبان دوراً هامٌاً في بناء الشخصية وهما أمران طبيعيٌان، ويجب التركيز على أنٌهما قد يكونان ماديٌين أو معنويٌين.
وعن أهمية الأمن والاستقرار للفرد والمجتمع تحدّث عن جريمة الإخلال بالأمن الذي ينشده الإنسان في حياته (غذاء – مجتمع – احتلال …) ،كما أكٌد على أهمية التٌصدي للانحراف الفكري الذي يودي بأمن المجتمع وينتهي به إلى عالم الجريمة.
وختم الأستاذ ميا المحاضرة بالحديث عن مفهوم الوطن وبأنه ثابت لا يتغير، وأنه حقيقة لا خيال، فالوطن ليس قطعة حلوى نشتهيها أو قميصاً ولباساً نرتديه متى شئنا، وأنهى المحاضرة بعبارة (الوطن ليس مجرد حب ظاهري، إنه أكثر تعلقاً، هو مجموعة القيم والمبادئ ).
ريم ديب