“التصابي” .. محاولة يائسة لقهر الزمن

الوحدة :30-7-2023

عدد كبير من النساء والرجال يرفضون على مايبدو حقيقة عامل الزمن والتقدم في السن، فيدفعهم عشقهم للشباب وحياة الصبا إلى التمسك أكثر بكل المظاهر التي تثبت أنهم مازالوا شباباً لكن للمجتمع مواقفه الخاصة من ظاهرة (التصابي) التي يتزايد اهتمام الناس بها في ظل عصر التقدم في مجال عمليات التجميل والشباب الدائم !…

لقد انقسمت آراء الناس بين معارض ومؤيد، فالمؤيدون ينظرون لهذه الظاهرة من زاوية إيجابية تعلن مدى حب الحياة والتمسك بها على رغم التقدم بالسن. وتؤكد أن الإنسان قادر على مواجهة عامل الزمن عندما يعرف مفاتيح التمسك بمرحلة الشباب، وأولها التمتع بالروح الطيبة والمرحة والتفكير بطريقة إيجابية بأن يأخذ من مرحلة الشباب السمات الأكثر إيجابية والأكثر توازناً وهذا لايعيب الرجل أو المرأة اهتمامهما بالظهور بعمر أقل من عمرهما الحقيقي خاصة عندما يكون كل منهما في حالة صحية ونفسية جيدة توفر لهما الأرضية المناسبة للبقاء في مرحلة الشباب. وباعتقادي أن المظهر في مختلف مراحل العمر يتمتع بمرونة، ويمكن التحكم به من خلال تزويدنا بثقافة صحية ونفسية جيدة، ويرى مؤيدون في ظاهرة التصابي شكلاً من أشكال التحدي للشيخوخة خاصة عندما يلجأ الإنسان إلى عمليات التجميل التي تغير شكله جذرياً، وتعيد إليه الشباب المفقود كما أن البعض يرى أن الله سخر لنا العلم لنستفيد منه إلى أقصى درجة، فلماذا نستنكر هذه النعمة، ونستكتر على أنفسنا الاستفادة من تطورات الطب التي تبشرنا، بأننا نستطيع العيش في شباب دائم وما من أحد على وجه الكرة الأرضية لا يرغب في أن يبقى في ربيع العمر، وإن اختلفت المعايير لتحقيق هذا الهدف من شخص لآخر…

ولاضرر من الاستفادة من ناحية توافر كل العوامل التي تساعده على التمتع بشباب دائم، إنما بشيء من التوازن الذي يحقق الظهور بالمظهر الجميل والمريح للنفس وللأخرين، ومن دون مبالغة مفرطة وهذا الأمر نلاحظه عند الأشخاص الذين يتجاوزون مرحلة الكهولة ويبقون مصرين على التصابي بما لا يتلائم مع التركيبة الفيزيولوجية لأجسامهم.

من جانب آخر، ثمة آراء تعارض بشدة ظاهرة التصابي انطلاقاً من أن لكل فصل من فصول العمر جماله، وبالتالي على الإنسان أن يعيش كل مرحلة عمرية بما يتناسب مع خصوصياتها سواء بالمظهر الخارجي أو السلوك أو التصرفات، وبما أن للمظهر الدور الكبير في إعطاء صورة عن طبيعة وشخصية الطرف المقابل، لذلك حالة التصابي تكشف أن الإنسان الذي يتقمصها غير راض عن سنة الكون والطبيعة البشرية  وبرأي الكثيرون أن المرأة المتصابية تحديداً تفقد بسعيها للظهور في مرحلة الشباب وقارها واحترامها لذاتها واحترام المحيطين بها وخاصة أولادها وأحفادها وتفقد أيضاً إطلالتها الجميلة وحضورها الجذاب لأنها تبدو مزيفة وغير طبيعية.

 

لمي معروف

تصفح المزيد..
آخر الأخبار