الوحدة: 27-7-2023
نعم بات لدينا موسم للحرائق، وهذا ما كان ليحصل قبل خمسين عاماً.
الحرائق المتكررة لها أسبابها وعلى رأس الأسباب الإهمال، إذ لا زلنا ننظر إلى الغابة بأنها وحدها القادرة على حماية نفسها، فإن هرمت شجرة ينبت بدلاً منها متناسين أن الظروف اختلفت ليس بقلة الأمطار، وإنما بعبثنا جميعاً بالغابة.
هناك تعديات نعم، وحتى اللحظة لم نتمكن من إيجاد علاقة احترام لهذا الغطاء النباتي بمشاعية الغابة وتحديداً في المنطقة الساحلية، بعد أن كان كل الشجر والحجر يورث مع التراب وهذا في صميم القانون السوري.
في السنوات الخمسين الماضية حصلت في منطقتنا مستجدات كثيرة على رأسها شق الطرق وبالتالي سهولة الوصول إلى الغابات.
هذه السهولة جلبت معها مخاطر تهدد الغطاء الأخضر لأنها فعلياً باتت مشاعاً بعد أن كانت ملكية متوارثة.
هذه المشاعية توفر لأي كان أن يدخل إلى هذه الغابات وقد يقيم حفلات شواء تحت الأشجار دون حساب لأخطار اندلاع الحرائق بسبب شرارة متطايرة أو بقايا ومخلفات النشاط الإنساني بشكل عام.
هذه المشاعية مكنت أياً كان أن يغافل مراقبي الحراج وينقض على الغابة تقطيعاً بأشجارها دون أن يتجرأ أحد على منعه( لأنها ظلماً باتت أملاك دولة) وهذا يعني انها ملكية غاصبة وبالتالي ليس هناك من يحمي.
عدم تمكين أصحابها من حمايتها أفسح المجال لكل مغامر أن يعتدي وأن يرتكب الحماقات بحقها وأن يخلف وراءه الكثير من المخاطر، وهنا نورد لكم نموذجاً خطراً واحداً:
إن ترك زجاجة أو كسرة زجاج كفيلة بنشوب أكبر الحرائق وهذا حصل ويحصل وسيحصل لأنه لا يوجد أحد له مصلحة في حماية الغابة.
وكادر الحراج ليس بقادر على تغطية هذه الغابات مهما كان نشيطاً والدليل القطع المستمر لأجمل الأشجار المعمرة، وللعلم تجارة الأخشاب رائجة ومربحة جداً وتستهوي المغامرين.
وهناك أخطار أخرى تهدد الغابة بعضها نحن من صنعه عبر توسعنا بتحريج المناطق المكشوفة بالصنوبر البري، وإهمال تنظيف ماتحت هذه الأشجار.
الخطر الذي نتسبب به جميعاً يكمن في رمي أعقاب السجائر على جوانب الطرقات المزروعة بالصنوبر.
الإهمال الأخطر أنه لم يعد لدينا قوى عمل لتنظيف وتهذيب أراضينا ساحلاً وجبلاً أي أن الفلاح يضع كل أحماله على الدولة.
للتأكد من تقصيرنا جميعاً راقبوا الطرقات وكم تنتشر على جوانبها الأعشاب الجافة التي تشتهي عقب سيجارة لإشعال حرائق تسبب الخسائر الكبيرة وتودي بالأخضر أي الغطاء النباتي.
ماتقدم.. هو توصيف لواقع حال الأخضر الذي نفاخر فيه واشتهر به ساحلنا الجميل.
علي الشيباني