الوحدة : 23-7-2023
لا تختفي قوافي الجمال والحياة عندهم، وقد كان السلام عنوانهم ومكانهم، في زمن أحوج ما نكون فيه لبناء الإنسان، فكانت أعمالهم على امتداد ساحة الوطن الذي هو كل ما عندهم في الوجود برداً وسلاماً، وليس فيها محطة عابرة بل بصمة تسجل لهم على صفحات التاريخ، إنهم شباب جمعية صناع السلام.
الأستاذ محمد طريفي – رئيس مجلس إدارة جمعية صناع السلام أشار لنا إلى أعمال الجمعية وهدفها الأول والأخير في بناء قدرات الشباب ونشر ثقافة السلام وإحياء التراث المادي واللامادي، فقال: تم ترخيص الجمعية في 29/8/2016 وبدأت أعمالها في بناء قدرات الشباب وبناء مشاريع استثمارية تفيدهم، فالشباب هم المستفيدون بشكل مباشر من عمر (18- 35) سنة، وقد نتجاوز ذلك لنصل لعمر 50 سنة، أما المستفيدون بشكل غير مباشر فهم العائلات من رجال ونساء وأطفال، وهذا العام قمنا بافتتاح استمارة جديدة لاستقطاب الشباب والصبايا وضخ دم جديد في الجمعية لنكون منهم 12 فريق عمل باختصاصات مختلفة منها: فرق طبية وثانية هندسية وثالثة فنية وأخرى مسرح تفاعلي وغيرها.. تتنوع باختصاصات ومهام، وقد بدأت عملها وهي ضمن مرحلة تعلم وتعليم.
وتحدث الأستاذ طريفي عن أعمال الجمعية وأبرز محطاتها فقال:
نعمل كل عام على الآتي:
– حملة (متصلون بسلام) نطلقها في يوم السلام العالمي وتشكل كرنفالاً تقيمه الجمعية في حديقة العروبة، ويضم مجموعة من الفعاليات كمعرض للمنتجات اليدوية، وبوفيه وأكلات (لاذقانية) شعبية، ومجموعة من الأغاني التراثية وأنشطة تفاعلية بالإضافة إلى أنشطة للفرق من تصميمهم، ولدينا مخيم (متصلون بسلام) نشارك فيه ونستقطب كل الشباب من جميع المحافظات السورية، وهو مخيم تدريبي لمدة ثلاثة أيام ليكونوا مبادرين في بناء السلام، وأيضاً لدينا الحفل السنوي الذي فيه تقييم لأعمالنا وأهم المحطات خلال عام بالإضافة إلى تكريم الجهات الداعمة والشريكة، وتكريم المتطوعين الذين كان لهم الأثر الأكبر على أعمال الجمعية، وضمت الحملة أيضاً ورشة تدريبية لمدة أربعة أيام فيها التمكين بأدوات تساعدهم على الحياة وأيضاً يحكى فيها عن مشاريع تعنى ببناء السلام وحل النزاعات، ولدينا 12 دليلاً تدريبياً هي أدلة تدريبية مجتمعية، يرتكز الشق الأول فيها على بناء السلام والشق الثاني على تمكين الشباب إلى جانب ما له علاقة بالفن والعلاج بالفن إذ إنه أداة لعلاج مشاكل المجتمع، ومن ناحية أخرى لدينا مشاركات مع الجمعيات الأخرى بالمعارض، فكانت مشاركتنا في الأمس القريب مع (دار القمر، فرع حزب البعث العربي الاشتراكي بجامعة تشرين، جمعية معك، وجمعية موزاييك).
وتابع: نحن لا نعيش بعيداً عن بيئتنا ومجتمعنا وأهلنا وما يمسهم يمسنا ولو كنا جمعية تنموية ففي الحالات الطارئة يكون لنا استجابة، حيث توجهنا عند الحرائق إلى القرى المتضررة ووزعنا سلالاً غذائية وبعض المساعدات العينية، وفي الزلزال امتدت استجابتها لأكثر من شهر ونصف قدمنا خلالها للمتضررين ثياباً وفرشات ومواداً غذائية، كما كان مقر الجمعية مسكناً مؤقتاً لبعضهم وأكثرهم من الشباب الذين كانوا يسكنون المدينة الجامعية، صحيح أن مساعدتنا كانت بسيطة لكنها بقدر المستطاع، وقد ساهمنا بتأمين السكن لحوالي 20 عائلة.
اليوم وبعد الانتهاء من مرحلة الإغاثة ودخولنا مرحلة التعافي عدنا بعملنا في بناء المجتمع من خلال الشباب المتطوعين الجدد، ليكون لهم الدور والمساحة والأثر الأكبر في بناء السلام بمجتمعهم بعد تدريب وتعلم مستمر، ولدينا مشروع شباب أطلق منذ عام 2017 استهدفوا فيه شباب اللاذقية بدمجهم مع شباب وافدين للمحافظة وهدفنا منه تمكينهم مجتمعياً ومهنياً لإطلاق مشاريع صغيرة وكان لها أثر جيد وجميل عندهم والمشروع جاء منحة من uspr.
واختتم الأستاذ طريفي حديثه قائلاً: الفرق لدينا يتغير شبابها بسبب هجرتهم، ولهذا نكون بتعلم مستمر وبدم جديد دائماً، ومن الفرق في جمعيتنا أذكر: فريق سيروم وهو فريق طبي عمل بمركز سرطان الأطفال حيث يقدمون بعض الأنشطة لينسى الأطفال وجعهم وتزرع البسمة على وجوههم، كما كان لأطفال السكري أيضاً بعض النشاطات، وبمشاركة جامعة الشام وزعت الهدايا على كل هؤلاء الأطفال.
وفريق ديناميكي هندسي عمل على توضيح وتعريف الطلاب الجدد بالكليات والاختصاصات وأيضاً كانوا مساعدين لزملائهم في المشاريع وذلك من خلال تدريبات وورشات مجانية.
وفي الختام أقول: جميع الفرق في الجمعية لها دور ومهام تبرع فيها، والفن فيها أداة بناء فعالة ولغة بسيطة وجميلة يفهمها العالم كله وتصل للقلوب بسرعة، ونملك من الشباب الكثيرين الذين يجيدون هذه اللغة ويبرعون بها.. بالمسرح، والموسيقى، والأشغال اليدوية.
هدى سلوم