فوز سوري في ملتقى لندن وجائزة «ثاني» أفضل تشكيلية عربية في العالم
العدد: 9278
الأحد 27-1-2019
لعل ما يحرك عقارب الوقت هو نبض بصري ملهوف، يمازج الصورة بمكوناتها العديدة، هو الصورة المشتتة على دروب من ذاكرة، و حاضر، و حلم… قد تباعد عنها المسافة، لكن الزمن وبلصوصيّته المعهودة يلتقط المشهد، ويهرب… يهرب إلى عوالم تختلط فيها رؤى وأناشيد مختلفة الإيقاع، متناقضة، عاشقة، تصنع هذا الكائن في كونه الماضي والحالي والآتي، ونغدو لوحة بتشكيل بصري على هذا الكوكب تحت عنوان وحيد مع كل شمس هو نحن… نحن أقوى تشكيل وجودي صيّر معه الرحلة والتاريخ… في الوقت الذي فيه كل إبداع هو تشكيل، يبقى السؤال، هل كل تشكيل هو إبداع؟؟ بين هذين الخطين تضج العين لصياغة روحها، وعبق أشجانها، ووصل أحبابها، وتحطيم كل ما سبق في لحظة، عندها تصير اللوحة مكتملة…
في لوحة سورية مبدعة ومتميزة كان لريشة نهى رشيد جبارة وأناملها قلب زرعته على جدار، فأورق أكاليل من دمع يتناوب على فرح عابر وحزن يطيل إقامته…
نهى جبارة الفائزة بالمرتبة الثانية كثاني أفضل فنانة تشكيلية عربية في العالم (في اختصاص الفن التعبيري) في ملتقى لندن التشكيلي الدولي وبحضور أفضل الفنانين التشكيليين العرب والأجانب من كافة دول العالم إضافة إلى رجال أعمال ومشاهير عالميين من مختلف الميادين وهذه الفعالية هي برعاية وتنظيم المجموعة العربية والتي تعتبر من أهم وأشهر الشركات المنظمة للجوائز الإبداعية للعرب حول العالم
شبهت أعمال نهى جبارة بأعمال (غستاف كليمت) مع بصمتها الخاصة وتوقع لها خبراء الفن مستقبلاً زاخراً.
الفنانة التشكيلية جبارة من ريف دمشق (قرية الناصرية) حاصلة على إجازة في الفنون الجميلة عام 1989قسم الاتصالات البصرية شاركت في عدة معارض جماعية داخل وخارج القطر لمناسبات عدة.. كافتتاح صالة ( لؤي كيالي- اللوحة الصغيرة- بورتريه – نساء مبدعات – المعرض الاستعادي الأول والثاني للنساء في سورية- معرض الخريف ////ومعرض فردي في مركز جبارة الطبي إضافة إلى معرض فردي في دار الأوبرا – بقايا فر- ومعرض (تناقض- ثنائي) في صالة السيد وأيضاً معرض (المرأة تاريخ وحضارة) مع فنانات بمناسبة يوم المرأة العالمي إضافة إلى مشاركتها بملتقى التصوير الزيتي السادس (سوريه جسر المحبة) وورشه عمل بدار الأوبرا تحت عنوان (ألوان من سورية)، وتصميم الكثير من الشعارات والبوسترات والإعلانات المطبوعة لشركات خاصة ونقابات أهلية ووزارات.
نالت العديد من شهادات تقدير من اليونسيف ومنظمه الصحة العالمية لتصميم العديد المطبوعات الخاصة بالطفولة والصحة لتصميمها العديد من المطبوعات التوضيحية الخاصة بالصحة
ولها عمل تطوعي مع جمعية الشام للصحة خلال فترة الصيف الفائت 2018 (الاستجابة السريعة للغوطة) في منطقة (دوما- حمورية – كفر بطنا ) من خلال العمل مع الأطفال داخل الغوطة في المناطق المنكوبة في مجال الرسم والتقنيات الفنية للدعم النفسي والمعالجة النفسية وإقامة معرض في صالة السيد للفنون لنتاج الأعمال الفنية مع الأطفال.
ولأن سورية كانت السباقة بأول تشكيل أبجدي لِتَخُطّ به أجمل تشكيل دائم في ساحة العراقة والأصالة رسم على لوحة التاريخ أجمل اللوحات.
مع أحد أبناء هذه الحضارة كان لنا تهنئة ومباركة لنهى جبارة بفوزها وفرح القلب فتح شغفنا للسؤال:
* كل إبداع هو تشكيل، متى يصير التشكيل إبداعاً؟
** يكون التشكيل إبداعاً عندما يكون من القلب صادقاً وإحساساً عالياً بما يقوم به الفنان.
* من هو بطل البصرية التشكيلية عندك، ولماذا؟
** هناك أبطال كثر في عالم البصرية التشكيلية عالمياً ومحلياً، أنا أعشق الفن السريالي كفكر وإبداع وقدرات على خلق كل ما هو خيالي وبعيداً عن الواقع بطريقة واقعية أو كما يقال عنها عالمياً (فوق الواقع) فهي تعبير عن العقل الباطن وخفاياه وطبعاً في مقدمتهم (سلفادور دالي- خوان ميرو) ومحلياً (صفوان داحول) دائماً لوحاته تأخذني إلى عالم الأحلام.
* يحتاج الفن التشكيلي إلى مهارات ومقومات عدة، برأيك ما هو الأهم في هذه المهارات؟
** أهم مقومات الفن هي الموهبة الحقيقية التي خصها الله بالفنان ثم يأتي ليصقلها بدراسته وثقافته واطلاعه على كل ما هو جديد.
* حضور المرأة العربية في هذه الزوايا خجول ومتواضع في أغلبه، تواجد المرأة السورية في هذا الجانب الإبداعي كيف تقيمينه؟
** وجود المرأة العربية والسورية في مجال الفن برأيي عدد ليس بالقليل وليس خجولاً وخاصة في الفترة الأخيرة ولقد حققت مكانة لا يستهان بها، وأنا أعتقد أن المرأة أقدر على الإبداع في هذا المجال لكثير من الأسباب أهمها إحساسها المرهف بكل ما يحيط بها ولكن ظروف الحياة ومسؤولياتها كأم وربه بيت وعامله ووووو…. تجعلها تقصر في هذا الجانب وتولي أهميه لأمور حياتيه أخرى.
* كيف ترين الفن التشكيلي السوري مقارنة بالعربي والعالمي؟
** بالنسبة للفن السوري أغلب الفنانين الذين يتمتعون بموهبة حقيقية هم بمصاف الفنانين العالميين ولا يقلون عنهم، وهذا ما أكدّه كثر من الذين سافروا خلال هذه المحنة.
* ما هي الصعوبات التي يواجهها الفنانون التشكيليون عندنا؟
** لدينا الكثير من الصعوبات التي يواجهها فنانونا نبدأ من المواد الفنية وغلائها لننتهي بأن الفنان غير مدعوم فمثلاً يقدم الفنان عملاً للمشاركة بمعرض تقيمه الوزارة أو أي جهة، يتفاجأ بأن سعر لوحته بالكاد تكفيه لشراء لوحة أخرى وألوان.
* في الشرق هنا، وضوء الشمس هو الغالب، هل تغيّر الفن التشكيلي في هذه المنطقة بمدارسه المختلفة، وهل تأثر بالتحولات التشكيلية العالمية؟
** سحر الشرق.. هذا ما تقصدين طبعاً تأثر الفن التشكيلي بجميع المدارس الفنية العالمية وخاصة بالانفتاح الكبير من خلال برامج النت والتواصل، وقلة من تمسك بهويتنا أو بمقومات اللوحة السورية والعربية.
* كيف تم التقديم لهذه المسابقة، وما هو شعورك حين الفوز؟
** عبر الفيس بوك وبهذه الطريقة اشتركت وتواصلت مع الشركة المنظمة لملتقى لندن التشكيلي الدولي شركة المجموعة العربية، أما عن الفوز، ليس غروراً، ولكني كنت أنتظر المركز الأول.
* دائماً ما يرسم الإنسان مستقبله الخاص، ومستقبل وطنه، وربما إقليمه، وعالمه… في ظل هذه اللوحة السورية المؤلمة على مدى السنوات الماضية، كيف ترين تشكيل هذه اللوحة وألوانها؟ و إلى ماذا تحتاج؟
** رغم أن لوحتنا السورية مؤلمة في هذه الفترة ولكني أرى المستقبل المشرق بكافة ألواننا وأطيافنا مجتمعين موحدين ونحن لا نحتاج إلا إلى أن نقوي الحب بيننا، ونزرعه في كافة مفترقات حياتنا.
تهنئة من القلب للفنانة التشكيلية نهى رشيد نجار مع كل الأمل بأن يظل الفن السوري يقدم الإبداع الذي يماثل عقولنا وقلوبنا ويعكس صورة سورية الحبيبة على مرّ الأزمان.
سلمى حلوم