غابالا وتلاقي.. واللقاء الجميل على مسرح ثقافي طرطوس

الوحدة : 25-6-2023

قدمت فرقة غابالا للمسرح الراقص عرضاً مميزاً على مسرح ثقافي طرطوس مساء يوم أمس السبت  24 / 6، برعاية وزيرة الثقافة، ومديرية المسارح والموسيقا، وبحضور مدير ثقافة طرطوس، ورئيسة المركز الثقافي، وممثلين عن الحزب والدولة، وجمهور غفير من المتابعين لهذا الفن الراقي الجميل.

وكانت البداية بالتعريف بهذا الفن، وهو المسرح الراقص الذي يختزل الدراما بالتعبير الجسدي الراقص، وحيث يعرف كعالم قائم بذاته، وكيان مستقل.

أما “غابالا” فهو اسم الفرقة..  الاسم الفينيقي لمدينة جبلة الذي يعود إلى سبعة آلاف سنة، وقد تأسست هذه الفرقة عام 2014، وقدمت العديد من العروض في دار الأوبرا، وفي معرض دمشق الدولي، وعلى مسارح سورية.

أما عرض اليوم والذي سمي “تلاقي” فكان التعريف به: أنه التلاقي في حوار الحضارات الثقافية.

وفي تقديم رسالة إلى الشهداء  صدح صوت بالنداء إلى الراحلين جسداً، الخالدين روحاً، الساكنين في أحداق العيون، فمنهم نستمد الحياة، نلتمس النور، من عيونهم نتنفس الأمل.. وفي توجيه الخطاب يقول الصوت الشجي:

كيف نفرح بدونكم أيها الشهداء، نحن أبناء الحياة ..

بكم لا نعرف الهزيمة، أنتم معنا في كل حركة، وسكون ..

كيف نرقص بدونكم، وكيف نعبر الحياة..؟

أنتم الباقون أبداً.. أنتم الخالدون شهداء الحق.

ثم قدمت الفرقة  العديد من اللوحات الراقصة المعبرة الجميلة المبدعة بالحركات المميزة، مع الأغنيات الشعبية، وعبر التاريخ السوري، ومن كل المناطق السورية، إضافة إلى الأغاني الأجنبية من الهندية وإلى معظم اللغات.

السيدة عفاف عبدالله مدربة الفرقة تحدثت إلى جريدة الوحدة عن تاريخ الفرقة، وعن بداياتها، وهي الخريجة الجامعية – التاريخ – لكنها تعمل مدربة للرقص حيث بدأت مع فرقة زنوبيا منذ عام 1988، ثم مع فرقة أمية، وقد مثلت سورية لمرتين في اليابان، وانتهت في جبلة حيث عملت بجهود مميزة – حسب ما شاهدنا اليوم – بعد تاريخ ممتد في هذا المجال لمدة ثلاثين عاماً، وانتهت بفرقة غابالا التي تعتبرها حصيلة عملها الطويل هذا.

تقول عفاف عن عرض اليوم الذي يحكي: أن سورية قريبة من العالم، فيها مزج حضاري قديم وحديث، مؤكدة أن اللغة العربية موجودة في كل اللغات العالمية وأن مهمة العرض ربط الثقافات ببعضها البعض ..

وتضيف: إن رقص الباليه تطور وانتقل من رقص السماح، وأن سورية قريبة من العالم كله فنحن نجيد فنون كل الشعوب.

بقي أن نقول:

خلال العرض للفقرات الراقصة بإتقان وإبداع وجمال .. كانت العبر والحكم تطرح عبر بطل يقدمها بصوت جميل، ومنها: البحث عن المفقود الموجود في الذات البشرية.. الرقص ينعش الروح، يغذي العقل، يبهج القلوب …

الكل يعرف الكل، يسابق الزمن فيها عقارب الساعة، مازج بين الثقافات والفنون، كل فنون العالم بخيوط من ذهب تضيء دروب الحياة والحب الطويلة.

سعاد سليمان

تصفح المزيد..
آخر الأخبار