الوحدة 10-6-2023
الوضع المعيشي المزري الذي يقهر سواد الشعب السوري هو أكبر من أن يوصف بالفقر، نظراً لما يترتب عليه من غياب الكثير من الاحتياجات الضرورية التي تطال مختلف أساسيات الحياة. حكايات وقصص وملاحظات مباشرة عن أسر تلهث وراء لقمة تبقيهم أحياء ولا تشبعهم. مشاهد أطفال عرفت مبكراً ظلم الحياة من خلال فشل الكبار بإعطائهم مباهج طفولتهم. “الوحدة ” كان لها وقفة مع أبطال تلك الحكايات من خلال اللقاءات الآتية : – أبو الحارس: أنا رب لأسرة مكونة من خمسة أشخاص أعمل حارساً في إحدى المزارع وأتقاضى ٤٠٠ ألف ل.س وزوجتي موظفة حكومية يبلغ معاشها حدود ١٢٥ ألف ل.س، إذن ميزانية المنزل تفوق ال ٥٠٠ ألف ل.س التي توزع على شراء الطعام وتكاليف تعليم الأولاد في المدارس ودفع أجور المواصلات وفواتير الكهرباء والماء وتعبئة الموبايل برصيد صغير. ومن خلال هذا السرد يتبين حجم العوز الذي أعيشه أنا وأسرتي، وكم من متطلبات غذائية وضروريات حياتية أصبحت من المحظورات. المواطن أ.ن قال: راتبي الهزيل أضع أكثر من نصفه أجور مواصلات ذهاباً وإياباً بين مدينة جبلة ومكان عملي بمدينة اللاذقية، لذلك لابد لي من العمل كسائق تكسي لساعات طويلة كل يوم، لايعنيني اللهاث وراء لقمة أسرتي المكونة من زوجة وولد وبنت، ولكن ما يقهرني هو العجز عن سد حاجة أسرتي من الطعام بعد كل هذا العمل، وكما نعلم إن غياب الأمن الغذائي للأسرة يترافق مع غياب مطالب معيشية عدة. أحمد: سأبقى عازباً وقد وصل عمري إلى ٣٥ عاماً، خاصة مع مبلغ (١٥٠ ألف ل.س) وهو راتبي الذي لايكفي لعيش شخص واحد، فلا طاقة لي لشراء قفص عصافير حتى أحلم بدخول القفص الذهبي…