الوحدة 27-5-2023
مع نهاية امتحانات المراحل الانتقاليّة في مدارسنا لاحظنا جميعاً صورة قاسية علينا جميعاً، وهي الكمّ الهائل من أوراق الكتب والدّفاتر المرميّة أمام هذه المدارس. هذا المشهد الذي يحزّ في القلوب لما له من دلالات خطيرة وصل إليه طلّابنا، سواء من النّاحية العلميّة أو من ناحية الأخلاق. نحن ومن سبقنا من أجيال كنّا على درجة عالية من الإحساس بالمسؤوليّة تجاه مدارسنا ومعلّمينا، وحتّى كتبنا و دفاترنا، و قد تربّينا على المكانة الهامّة للعلم و أهله. كيف لهذه الأجيال التي ثمّنت عالياً مكانة العلم و التّعليم أن تتقبّل هذا المشهد القاسي؟! ليبقى السّؤال الأهمّ: من المسؤول الحقيقيّ وراء هذا التّصرّف الجماعيّ من غالبيّة طلّابنا و بكلّ الاستهتار و اللامبالاة؟؟. هل يتحمّل الطلّاب وحدهم المسؤوليّة الكاملة؟ أم يتحمّل الأهل جلّ هذه المسؤوليّة؟. في المحصّلة هي ظاهرة شديدة الحساسيّة، نتمنى من الجميع الوقوف أمامها بكلّ الجديّة و تفنيد دلالاتها و مسبّباتها الحقيقيّة، و خلق حلول ناجعة لمحاربة الأسباب و النتائج بأسرع وقت ممكن، و بكلّ جهد متوفّر. التّعليم كما الأخلاق خطّ أحمر لا يمكن المساس به مهما حصل.. لأنّه أوّلاً و أخيراً قطّاع التّربية و التعليم أحد أهم روافع خلق أجيال على مستوى المستقبل المنشود نحو العلا.
نور محمّد حاتم