الوحدة 18-5-2023
بدا الإسفلت مبتهجاً ونحن نحدثه عن زيارتنا الصباحية لتلك المدينة الرابضة في خضم عالم من الخضرة والجمال والتلال البعيدة، ولم يكن السحاب الذي رافقنا مذ توجهنا شرقاً أقل ابتهاجاً وألقاً وسعادة، إنها القدموس الهاجعة كمليكة أندلسية فوق عرشها، حيث كان للثقافة الأدبية والشعر موعد مع الإبداع والجمال الكلي، فالشعر لا يكون إلا جميلاً، لأنه اختزال للجمال الأدبي الثقافي الإبداعي والفني، فهو الأخ الأصغر أو الأكبر للموسيقا والإيقاعات الموسيقية التي وثقت ولادة الجمال بشتى تنوعه وأشكاله، ولعل ما ميز ذاك اللقاء هو التنوع الجميل الذي شكله عبر حضور ومشاركة كوكبة جميلة من شعراء قدموا من مسافات ومدن بعيدة، فثمة من حضر من دمشق وحمص وحماة وطرطوس واللاذقية، وتحت سقف واحد كان اللقاء، وكانت المناسبة جليلة وعظيمة، إنها عيد الشهداء والعمال وأعياد أيار، ومن تراه سوى الشعر يمجد البطولة ويخلد قداسة الدماء التي سالت عميقاً في جسد الأرض المقدسة كي يسمو الوطن.. ويورق الشجر.. وتنشد العصافير للحب والحياة.. شعبة نقابة المعلمين في القدموس وملتقى القدموس الثقافي.. وجها الدعوة التي تلقفها عدد من الشعراء والملتقيات الأدبية.. كملتقى مصياف وأوتار وأوغاريت وسواها، قدم الشعراء المشاركون أجمل إبداعاتهم الأدبية والشعرية والموسيقية التي أحيت ذكرى الشهداء في عيدهم، كما وجهوا التحية شعراً للعمال في عيدهم أيضاً، هي الثقافة حاضنة الجمال بكل عناوينه وأجناسه، وكانت خاتمة اللقاء بإشاعة مناخ من المحبة والمودة والجمال اللانهائي.
د. رفيف هلال