الوحدة 17-4-2023
تمر ذكرى الجلاء حاملة معها عبق انتصارات الماضي ومشاهد بطولاته… الجلاء الذي كان ثمرة كفاح دؤوب وتصميم دائم على دحر كل صنوف البغي والعدوان وجميع أشكال الاحتلال..
هو إرادة شعب وتتويج لنضال طويل مليء بسفر من التضحيات و البطولات..
السابع عشر من نيسان، عام ١٩٤٦، ذكرى حاضرة دوماً في وجدان الشعب السوري بكل أطيافه ومكوناته، هذا الشعب الأبي الذي مد من جسده جسراً إلى بوابة الكرامة والعزة والفخار، وضحى بالغالي والنفيس ليعيش بحرية وإباء، ولا يزال أبناء هذا الوطن يواصلون النضال و يقدمون أرواحهم و دماءهم رخيصة للحفاظ على سورية حرة مستقلة موحدة.
في ذلك التاريخ، حقق شعبنا إرادته في الاستقلال، واستعادت سورية حريتها وكرامة أبنائها، بفضل أبطال أثبتوا أن الجلاء ليس هبة من المستعمر، بل إكليل غارٍ توج نصراً صنعته تضحيات الشعب السوري بكفاحه البطولي الذي يعد مثالاً لشعوب العالم الطامحة لنيل حريتها واستقلالها..
هو عيد للوطن، على امتداد جغرافيته المرتبطة بقصة كفاح ونضال طويل لأبطال ناضلوا ورسموا ملاحم الانتصار بأجسادهم ودمائهم، لتبقى بطولاتهم ملحمة تتناقلها الأجيال…
المناسبة غالية على قلوبنا جميعاً، وعلى كامل مساحة الوطن ما زال الجلاء يتجدد مع كل انتصار يحققه الجيش العربي السوري، ومع كل شهيد يرتقي إلى السماء دفاعاً عن تراب هذا الوطن الغالي، وتستمر التضحيات لتبقى سورية حاضرة التاريخ وحاضنة الحضارات.
إنها ذكرى مجيدة تتواصل في حنايا الوطن وتسكن في وجدان جميع أبناء سورية اليوم لاستلهام بطولات ودروس ذلك النصر وللحفاظ على المعاني والدلالات السامية للجلاء، وللوقوف صفاً واحداً في وجه قوى العدوان على وطننا الحبيب، وكلنا يقين بأن شعب سورية الأبي الذي صنع الجلاء سيقف راسخاً رسوخ أبطاله في ذاكرة وطن بأكمله…
وبهذه المناسبة العظيمة، نتوجه بتحية إجلال و إكبار لأرواح شهداء سورية الذين سطروا أروع البطولات للحفاظ على إرث الكرامة و الإباء و ليبقى الوطن حراً، كريماً، مستقلاً و يبقى علمه خفاقاً عالياً في سمائه.
رنا رئيف عمران