العالم في ظل ثورة تكنولوجيا التواصل الاجتماعي

الوحدة : 9-4-2023

لكل شيء في هذا العالم وجهان من الإيجابيات والسلبيات، كذلك التكنولوجيا وما تتضمنه من وسائل التواصل الاجتماعي، هذا ما قدمه الدكتور المهندس محمد حبيب عروس في المحاضرة التي ألقاها في المركز الثقافي العربي بطرطوس بعنوان ” الاستخدام الأمثل لوسائل التواصل الاجتماعي، وللتعريف بالدكتور عروس فهو حاصل على دكتوراه في هندسة الكمبيوتر والأقمار الصناعية، والمركبات الفضائية، ومن المؤسسين للجمعية العلمية السورية للمعلوماتية، وحالياً رئيس رابطة خريجي الاتحاد السوفياتي وروسيا.

وعودة للمحاضرة، كان الدكتور عروس قد قدم منذ سنة محاضرة عن الطائرات المسيرة أو ما تسمى ” الدرونات ” وهي نتاج تلك التكنولوجيا بوسائلها المطروحة، وتساءل آنذاك عن مصير الدول بمواجهة هكذا سلاح، ومدى قوة وتأثير الدولة المالكة له على الدول المفتقرة له، خاصة عندما نعلم أن تلك الطائرات من صنع المعلوماتية ومواقع التواصل الاجتماعي، فكيف نشأت تلك المواقع ؟؟ يقول عروس : بداية الفكرة كانت في القرن التاسع عشر عندما اخترع ” مورس” موضوع البرق وهو عبارة عن ذبذبات أو طاقات معينة ترسل وتنقل إشارات إلى مكان آخر، وظل هذا الموضوع قائماً حتى ظهور الكمبيوترات الشخصية أو ما يسمى ال ” pc”، أما ثورة المعلومات الحقيقية فبدأت عام 1982 الذي يعتبر انعطافة قوية وتأريخ مميز في تاريخ المعلوماتية والاتصالات، ومن هنا بدأ التسارع والسرعة في الاكتشافات المتلاحقة من الدارات المتكاملة حتى المدمجة منها، وهي موجودة على سطح الأرض بكثرة، حيث رصد عن إحصائيات بأن سورية هي أغنى دولة في العالم في هذا المجال، فالرمال المتواجدة في البادية السورية تدمر صالحة لأن تكون دارات إلكترونية مبهرة، وعام 1969حدثت في الولايات المتحدة الأمريكية أن تخاطبت أربع جامعات فيما بينها بوقت واحد، وهذه هي لحظة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، ونشوء ما يسمى ” ثورة تكنولوجيا وسائل التواصل الاجتماعي “، وأصبح بالإمكان التواصل بالضوء وبالصورة أينما كان الأشخاص، ليكتشف الروس بعد ذلك في نهاية التسعينات ” رادار الكلوبال “، والسؤال المطروح : من يغذي تلك المواقع ؟؟ والجواب كان من خلال الأعداد الهائلة للشباب التي تدخل تلك المواقع ، وتبث آلاف المعلومات بدقيقة واحدة والمحصلة من دون فائدة، لأن معظم الشباب كان يستخدم تلك المواقع فقط للألعاب والمحادثات غير المجدية من دون أخذ المعلومة المفيدة، ومن أهم تلك المواقع ” الواتس أب – تويتر- الفيس بوك -انستغرام – تويتر – تيك توك ” جميع تلك المواقع اكتشفها طالب جامعي من هارفرد “مارك زوكربيرغ “، وهذا الاكتشاف سهل عملية التواصل والاتصال بين الأصدقاء وأصبح بمثابة ” المنزل الإلكتروني ” الخاص فيهم، والمصدر الأول للأخبار المحلية والعالمية بسبب سرعة نقله وتصفحه للصفحات المتخصصة والمطلوبة، وهذه الخاصية المشتركة بين جميع وسائل التواصل.. أما عن مضارها فأولها القضاء على خصوصية المستخدمين لأي معلومة تكتب على الفيس حيث سيتناولها الآخرون بدون ذكر المصدر، وهكذا هو اليوتيوب الذي يتفرد بعرض آلاف الفيديوهات بدقيقة واحدة، كما يعتبر المصدر التعليمي الأول بين الناس، يليه الانستغرام والذي يعتبر ثروة ضخمة من حيث نشر الصور وبشكل هائل وغيرها الكثير من المواقع الإلكترونية التي تشترك بفائدة فكرية واحدة مقابل أضرار مضاعفة وبشكل كبير، هي سلاح ذو حدين، قربت بين أكبر دول العالم و أصغرها من خلال المعلومة ، فأصبح إمكانية تصغير العالم ليصبح منزلاً إلكترونياً بدل القرية والحجم تضاءل لأقرب حد، والمسؤولية تعاظمت على عاتق حامليها لأبعد نقطة، ودائماً العقل هو الميزان والفصل.

نعمى كلتوم

تصفح المزيد..
آخر الأخبار