الوحدة : 7-4-2023
بمناسبة الذكرى السادسة والسبعين لتأسيس حزب البعث العربي الاشتراكي نتوجه بالتحية لشهداء الحزب ومناضليه، هذا الحزب الذي انطلق من دمشق في مثل هذا اليوم عام ١٩٤٧ مبشراً بولادة حزب عروبي قومي أخذ على عاتقه مهمة مواجهة التحديات التي تتعرض لها الأمة، والتزم النضال لجمع شملها من خلال عقيدته القومية التي انطلقت من خلود رسالة الأمة العربية، وتأكيده أن العرب أمة واحدة. وقد أخذ على عاتقه مواجهة الاستعمار بأشكاله وجمع شمل الأمة وتخليصها من العوائق التي تواجه تقدمها.
وقد تميزت المسيرة النضالية للحزب خلال حقبة الخمسينيات من القرن الماضي بدعمه للحركات التحررية في الأقطار العربية، كما كان سباقاً بطرح مبادئ الحياد الإيجابي، ومن ثم ساهم في تأسيس منظمة دول عدم الانحياز أواسط الخمسينيات، عدا عن دوره الفاعل في إذكاء الوعي والشعور الوطني والقومي، لاسيما بعد فشل العدوان الثلاثي على مصر العروبة عام ١٩٥٦ ومقاومته لسياسات الأحلاف ورفض مبدأ إيزنهاور ومشروع ملء الفراغ في المنطقة، وغيرها من مواقف اتخذها حزبنا مهدت لتحقيق حلم العرب في العصر الحديث، الذي أسفر عن قيام الوحدة السورية المصرية صبيحة ٢٢ شباط ١٩٥٨، التي لم تعمر طويلاً بفعل التآمر عليها.
وقد خاص الحزب نضالاً مريراً في مواجهة حكم الانفصال البغيض حتى تمكن من إسقاطه صبيحة الثامن من آذار عام ١٩٦٣.حين بدأت سورية مرحلة جديدة لبناء الدولة الحديثة التي ترسخ بنيانها بعد بزوغ فجر الحركة التصحيحية بقيادة القائد المؤسس حافظ الأسد عام ١٩٧٠، الذي أعاد سورية إلى محيطها العربي بعد تنقية الأجواء مع الأقطار العربية وتحقيق التضامن العربي الذي قطفنا ثماره في حرب تشرين للعام ١٩٧٣، وما تلاه من صعود لنجم سورية على كافة المستويات وفي شتى المحافل والملتقيات والمنابر الدولية.
وبعد مضي اثنتي عشر عاماً من فصول الحرب الإرهابية الكونية الدموية التي يتعرض لها بلدنا.
تقف سورية اليوم بقيادة الرفيق الأمين العام للحزب السيد الرئيس بشار الأسد وقد تخطت الشِراك التي نُصِبت لها بفضل تلاحم الشعب مع الجيش، وحكمة وشجاعة القائد، تمضي نحو موقع جديد يليق بها، ونحن كلنا ثقة بأن الغد المشرق بات قريباً، ذلك الغد الذي سيشهد انفراجات كبرى وانكساراً للحصار المفروض على وطننا، وقد بدأنا نلحظ بدايات كسر الحصار على سورية، كما نرى اليوم متغيرات وتحولات كبرى تدلل على اقتراب تطورات لا يمكن لأحد أن يتجاهلها، إنها تطورات مهمة جداً، وما كان ممكناً لها ان تحصل لولا الصمود السوري الأسطوري لسورية وإلى جانبها القوى المقاومة الرافضة للهيمنة والعدوان.
وإننا نرى بأن الانفراجات التي تشهدها علاقات سورية مع الأقطار العربية والانفتاح العربي نحوها بما فيها الدعوة المرتقبة التي ستأتي من الرياض الى دمشق لدعوة سورية لملء مقعدها الذي شغر بقرار غير شرعي في جامعة الدول العربية، وقيادتنا هي التي ستقرر إذا كانت ستذهب أم لا، لكننا نعتبر أن هذه الدعوة بحد ذاتها ستشكل انحساراً لموجة من التآمر على سورية التي بدأت في العام 2011.
ولا بد من أن نتوقف أمام ما جرى في موسكو بالأمس القريب خلال اجتماع اللجنة الرباعية، وليدرك الحكام في تركيا أنهم لم يعودوا قادرين على الاستمرار في السياسات السابقة. إذ لا بد من مراجعة لكل سياساتهم تجاه سورية، بدءاً من سحب قواتهم إلى مكافحة الإرهاب إلى دعم سورية ووحدتها واستقلالها.
وننوه إلى القمة الروسية – الصينية التي عُقٍدت مؤخراً، والتي سيكون لها انعكاسات على النظام العالمي بأسره، وهذا يجعلنا نجزم بأننا أمام نظام دولي جديد متعدد الأقطاب. وأن روسيا والصين قد انضمتا بشكل أو بآخر إلى محور مناهضة الهيمنة الأمريكية على العالم، وهذا يعني أن محور الممانعة أصبح محوراً دولياً، وليس على مستوى المنطقة فقط، ولا بد إلا أن نشير إلى أن ماتحقق من نتائج يعود الفضل فيها إلى صمود سورية وبطولات جيشنا العقائدي البطل وتضحياته التي ازهرت النصر الناجز على أطراف الحرب الإرهابية وأدواتها المجرمة.
وبالتالي يحق للبعثيين اليوم أن يفاخروا بأنهم يمثلون الذخيرة المتبقية من تراث الأمة، وهذا ما سيتم توريثه للأجيال القادمة، وإن ماقد حصل من هفوات أو هنَّات سنتجاوزها. فنحن أمة متعودة على النهوض دائماً، وإن صمود سورية وانتصارها والحاقها الهزيمة بالمشروع التقسيمي الصهيوني المعادي أعاد النبض في كل شرايين هذه الأمة، وسيؤدي لإعادة رسم السياسات الدولية، وإن استمرار العربدة الصهيونية واعتداءاتها المتكررة على سورية لن تحقق أهدافها. وستبقى سورية الشوكة والمخرز في قلوب وعيون الأعداء. ونحن على ثقة ويقين بأن سيد القرار وصاحب الكلمة الفصل في المنطقة هو الرفيق الأمين العام للحزب السيد الرئيس بشار الأسد.
ختاماً نترحم على أرواح شهداء الوطن الأبرار الذين ضحوا بحياتهم لأجل أن نعيش الأمان والسلامة وعلى العهد نبقى أوفياء للرسالة الخالدة لحزبنا العظيم حزب البعث العربي الاشتراكي بقيادة ربان سفينة الوطن السيد الرئيس بشار الأسد.
وكل عام والبعث والقائد بألف خير.
م. هيثم إسماعيل
أمين فرع اللاذقية لحزب البعث العربي الاشتراكي