العدد: 9277
الخميس 24-1-2019
عندما ينطق الشعر تصمت اللغات، يأخذنا إلى عوالم وفضاءات ملونة بشتى الألوان منها: ما هو مليء بالأمل والفرح، ومنها ما ينهمر حزناً أو توقاً لحالة مرّ عليها ما مرّ من لواعج عاطفية شديدة. ومن فضاءات الظهرية الشعرية التي أقيمت في دار الأسد للثقافة، أحياها كل من الشاعر هيثم بيشاني والشاعرة سميا صالح.
البداية كانت مع الشاعر بيشاني الذي أطرب مسامع الحضور المتواضع شعراً، وألقى قصائد عبّرت عن صدق مشاعره للوطن، والأم، والغزل بالمحبوبة. ومن قصائده اخترنا، قصيدة البعد الخامس:
للحيّز المشغول
حجم ثابتٌ
طولٌ وعرضٌ
وارتفاع مائسٌ!!
وأقرّت العلماءُ بعداً رابعاً
أطرافُهُ
زمنَ الحدوث تلامس!!
يرقى الشعورُ بهِ
إلى تعريفه معناهُ
فالإحساس بعدٌ خامس!!!
وأيضاً قال في قصيدة أخرى:
في عيوني خريطة لبلادي
بحدود على اتساع فؤادي
يُبعثُ الحب في رباها نبيّاً
والرّسالات للمحبة نادِ
موطن الفكر والعلوم، وفيها
أبجديات حكمة واعتقادِ
شَاءها الحسنُ موطناً أبدياً
فاصطفته القلوب دين عبادِ
أما الوقفة الشعرية الثانية كانت مع الشاعرة سميا صالح، برقة كلماتها وصدق مشاعرها بدأت بقصيدة عن الشهيد:
يُضيء الشهيد المدى والضياء
ويبعث روح النقاء بأهل النقاء
وعطر الوفاء بأهل الوفاء
ويلحقنا نحن أهل الخطايا
بأهل الكرامات والأنبياء
فواسطة هو بين التراب وبين السماء
ومن قصيدة عشق أخرى اخترنا هذه الأبيات:
أتلو مزامير العتاب
وألمُّ قافية السحاب
وأصفُ قافلة الضلوع
على مساحات الغياب
أحتاج وصلك يا أنا
دفئاً يقدسه الإياب
غرستُ ملامحي السؤال
فرد معناها السراب
وتقول أيضاً:
هل يعلم قلبك يا عشقاً
أسكرني قبل بداياتي؟
أن الأشواق تُرتبني
حرفاً في سطر مناداتي
يا عبق الحب وذاكرتي
وسماءً أوحت آياتي
أعزف في حبك ألحاناً
ستكون حديث مسراتي.
الكاتبة: رواد حسن