أهالي مدينة جبلة ينتظرون الإنصاف

الوحدة : 26-3-2023

بعد مضي قرابة الشهر والنصف على الزلزال المدمر الذي ألم بمحافظتنا الغالية اللاذقية  بتاريخ ٢٠٢٣/٢/٦، بمدنها وقراها وتسبب بإصابات زلزلت الأرواح و النفوس قبل الحجر، وخلف الكثير  من الدمار والخراب بالمباني وتسبب بوفاة المئات وتشريد وتهجير الآلاف من الإخوة المواطنين وو…..

مدينة جبلة كان لها الحصة الأكبر من الدمار والخراب جراء انهدام عشرات الأبنية داخل المدينة والأحياء الملحقة بها (الرميلة، العسيلية، الفيض)، وكذلك تصدع المئات وما تلاه من صدور قرار رسمي من بلدية جبلة بإخلائها منذ لحظة حدوث الزلزال، ما جعل الآلاف من الإخوة المواطنين مهجرين عند الأقارب بالقرى المحيطة بالمدينة، وقسم كبير بمراكز الإيواء داخل المدينة.

أهالي الأحياء الثلاثة المنكوبة أرسلوا لنا الكثير من الشكاوي والرسائل الممهورة بتواقيعهم ودموع عائلاتهم، طالبين منا إيصال صوتهم للجهات المختصة  لعلهم يجيبون على تساؤلاتهم الكثيرة، وأن تلقى مطالبهم آذاناً صاغية لديهم، سيما وأنهم فقدوا أغلى ما يملكون.. منازلهم وهي مأواهم من النوائب …..

أما أهم التساؤلات من الإخوة المواطنين، فقد تمحورت حول مصيرهم المجهول لغاية الآن وسط صمت رهيب من أصحاب القرار بالمحافظة، خاصة  بعد أن راجعوا بلدية جبلة مرات ومرات متسائلين عن مصيرهم وحقوقهم، مع غياب الجواب الرسمي الشافي، حيث كان الرد بأن البلدية غير مسؤولة عنهم سواء (بالتعويض المالي أو التدعيم أو الترميم) سيما فيما يخص المباني المهدمة أو المتصدعة بحيي (الرميلة والفيض)، كونهما ضمن نطاق عمل بلدية جبلة، وتبريرهم أنها غير نظامية أي (ليست طابو أخضر)، حتى أن أحد الردود حمّل المواطن المسؤولية كاملة نتيجة شرائه بهذه الأبنية غير النظامية (مخالفات) على حد قولهم، متناسين مسؤوليتهم الكاملة القانونية والأخلاقية عن إشادة هذه الأبنية التي أقيمت تحت أنظارهم وبتزكية من  دوريات لجنة ضابطة مخالفة البناء التي كانت تجوب المدينة والأحياء الملحقة عند مطلع كل شمس ومغيبها  ..!!؟

والمحزن بالأمر أن أصحاب الأبنية المنهارة، أو التي أخليت نتيجة تصدعها من أهالي الحيين (الرميلة والفيض) هم من الطبقة الفقيرة والتي لاتملك إلا بيوتها في هذه المناطق، وقد أجبروا على السكن بها هرباً من جحيم نار الأسعار الجنونية الكاوية للأبنية الحديثة داخل مدينة جبلة، كما هو الحال بالأبنية الواقعة (بالشارع العريض والمحلق وعلى البحر وغيرها ..). حتى أن جُلّهم مازال يدفع القسط الشهري لمنازلهم، لتأتي الردود غير المسؤولة من أصحاب القرار وتزلزل الأرض من تحت أقدامهم كما فعل الزلزال المدمر.

أما ختام رسائل أهل الحيين فهو سؤال مُلح ومفاده :  ماهو السر  العجيب بأن جُل الأبنية التي تهدمت أو تصدعت بمدينة جبلة وخاصة بأحيائها الجديدة هي من الأبنية الحديثة، حتى أن بعضها لم يتجاوز عمره السنة، وبعضها من فئة البرجيات، أي تزيد عن خمسة طوابق، رغم أن الأرضية التي أنشئت عليها بعضها رملي، والآخر ترابي وهي غير صالحة لإشادة أبنية أكثر من طابقين حسب وجهة نظر معظم اللجان الهندسية المختصة التي كشفت على أبنية  مدينة جبلة وضواحيها.

بالنهاية الجميع ينتظر الحلول السريعة من  أصحاب القرار حول هذه التساؤلات وهذه الحقائق الدامغة على أرض الواقع.

 

ثائر أسعد

تصفح المزيد..
آخر الأخبار