الوحدة 24-3-2023
بدأ (النقّ) بلا مبرر، مع حلول شهر رمضان المبارك، وكأنّ المعاناة مقتصرة على أيامه المباركة!
ما الجديد, وهل نمتلك أدوات التصدّي لمتطلباته، أم يتوجب علينا الذهاب بأوجاعنا إلى (التعوّد) الإلزامي؟
معادلة حياتنا اليومية غير متكافئة الطرفين على عكس كل قواعد الفيزياء والكيمياء، ومدخلاتها لا تعادل مخرجاتها، ومع هذا ما زلنا على قيد الحياة!
كلّ الحسابات صعبة، الصيام مكلف، ودفع بدل الصيام حسب مجلس الإفتاء أكثر صعوبة، وعلى هذا الأساس، قررنا أن نصوم، وندعو الله أن تقع علينا صدقة إفطار غيرنا…
في الجدّ والواقع، يتفاقم الوضع المعيشي يوماً إثر يوم، وتزداد متطلبات لقمة العيش حدّ العجز عن توفيرها، ولم تعد تقاليدنا الاستهلاكية موجودة ولو في الحدود الدنيا، مع انغلاق منافذ التحايل على الوضع، وبالتالي أصبح انتظار (كرتونة مساعدات) حلماً يراود معظم الأسر الفقيرة، وبات إلغاء وجبة يومية سياسة تقشفية مفروضة على الجميع، ويلتقي في هذا المعترك الصعب كل أصحاب الدخل المحدود، والذين أظهرتهم الظروف التي مرّت على البلاد في العقد الأخير وكأنهم عالةٌ على الحياة، وعلى المخططين في الدولة والمجتمع.
عندما نتحدث عن تسهيلات للصناعيين والمستوردين، والتجار، ونعجز عن تدخّل إيجابي يوفّر كيلو سكر شهرياً لكل فرد فهذا قمّة الفشل في إدارة المجتمع، أو إدارة أزمته، وعندما نصرّ على استيفاء رسوم الكهرباء والماء والهاتف عن شهر كامل، وبمعدل 24:24 ساعة يومياً، بينما الخدمة لا تتعدى 10% من هذه المدّة فهذا قمّة التجنّي على المواطن، إذ كيف أدفع رسوماً كاملة عن خدمات الكهرباء وهي لا تأتي إلا نصف ساعة كل ست ساعات؟
ما يطلبه المواطن العادي ليس كثيراً، هو يبحث عن الحدود الدنيا ليعيش، ومع هذا لا أحد يساعده عليها.. رمضان كريم وكل عام وأنتم بألف خير.
غانم محمد