أمهات برتبة شرف

الوحدة : 20-3-2023

لطالما كانت الأم مقدسة بعطاياها التي لا تنضب، فكيف إن كانت عاملة نشيطة كالنحلة الدؤوب؟  توفق بين العمل والمنزل فأي مهنة تختار وأي مجال تدخله سوف يزيد من مسؤولياتها داخل المنزل وخارجه.. فالأم مدرسة وكيف إن كانت هذه الأم معلمة مثقفة  تؤسس أجيالاً وتغرس في نفوسهم المعرفة وحب التعلم وتصنع منهم جيل الغد المشرق.

المعلمة شهناذ إبراهيم ملسي بعد خدمة تجاوزت الثلاثين عاماً  وموجهة اختصاصية لمادة الاجتماعيات، ومن منصة جريدة الوحدة شاركتنا خبراتها في مجال التعليم وأحبت بمناسبة عيد الأم هذا اليوم المقدس أن تشاركنا تجاربها وما مرت به من صعاب بالتوفيق بين التعليم والمنزل قائلة:  لابد وأن كل عاملة في الدولة لديها أسرة وأولاد أن تواجه بعض الصعوبات بالتوفيق بين عملها الوظيفي وحياتها العملية إلاّ أنني استطعت أن أتخطى هذه المشاكل والصعوبات بتنظيم وقتي واستغلال كل دقيقة فيه بترتيب أولوياتي والتخطيط لما سأقوم به في كل يوم لليوم الثاني وأنهي مهام كل يوم حتى لا تتراكم الأعمال. فالأمومة في حياة كل مدرسة شقّان: أم  في المنزل وأم في المدرسة، عملان يتطلبان التفهم والمحبة والعطاء، وعن تجربتها قالت الآنسة شهناذ : لقد حاولت التوفيق بين عملي ووظيفتي وإعطاء كل ذي حق حقه، فقد كنت متابعة لطلابي في المدرسة ولأولادي بشكل دائم ومستمر، وكنت أستخدم خبرتي التربوية والإدارية لمعالجة أي مشكلة تواجهني في المدرسة مع الطلاب من خلال اللجوء لإدارة المدرسة ومناقشة المشكلة مع الإدارة ومع أهل الطلاب أيضاً.

كما وجهت الآنسة شهناذ شكراً كبيراً لزوجها الذي ساندها في كل خطوات حياتها، وكان له الفضل الكبير بتقديم الدعم والمساعدة بالإشراف على تربية الأولاد ومتابعة تحصيلهم العلمي حتى حققوا  نتائج ممتازة.

أمّا للزملاء في السلك التربوي وجهت لهم نصيحة: اجعلوا الصدق والإخلاص والضمير الحي والوجدان اليقظ نصب أعينكم ومسيرتكم التربوية لأنكم تبنون أجيال المستقبل وحماة الوطن، فمهنة التعليم هي من أقدس المهن في المجتمع لأنكم تبنون العقول التي تعد أساس بناء وتطوير بلادنا.. وللخريجين الجدد أن يجعلوا رسالتهم التربوية الناجحة هدفهم لكي ينجحوا في حياتهم ومسيرتهم التربوية. وكما تأثر الجميع بالزلزال الذي تعرضت له منطقتنا قالت الآنسة شهناذ: لا أخفي أنني تأثرت كثيراً وأحدث في نفسي خوفاً كبيراً إلاّ أنني استطعت  التغلب على ذلك الخوف، وبالنسبة لطلابي شرحت لهم الأسباب التي تؤدي لحدوث الزلزال حتى يتمكنوا من معرفة كيفية حدوثها، كما قمت بزرع الأمان والاطمئنان في نفوسهم، وبتعليمهم طريقة حماية أنفسم عند تعرضهم لمثل هذه الظواهر الطبيعية.. وعن أمنياتها في مثل هذا اليوم المقدس قالت: أتمنى أن يعم الأمن والأمان والسلام بلدنا سورية وأن يتم تقديم كل الإمكانيات لمهنة التعليم وللمعلمين لكي يستطيعوا مواجهة الصعوبات وأن يقوموا بواجبهم على أكمل وجه…

أخيراً وليس آخراً عيد أم سعيد يعلن عن قدوم الربيع وتفتح الزهر له في القلب من الرقة واللطافة ما يشبه الأم، عيد يشبهها في جمالها وعطائها، كل عيد وكل أم عاملة.. موظفة.. ربة منزل.. كل أم بكل حالاتها بألف خير.

 

 رهام حبيب

 

تصفح المزيد..
آخر الأخبار