الملتقى الشبابي العربي التضامني يبدأ أعماله في دمشق ويطالب بضرورة الإنهاء الفوري للحصار الجائر المفروض على سورية
الوحدة 10-3-2023
بمشاركة 92 شاباً وشابة من عشر دول عربية، بدأت اليوم أعمال الملتقى الشبابي العربي التضامني الذي يستضيفه الاتحاد الوطني لطلبة سورية ومنظمة اتحاد شبيبة الثورة على مدى ثلاثة أيام تحت عنوان (معاً لإنهاء الحصار والعقوبات الظالمة على سورية)، وذلك في قاعة رضا سعيد للمؤتمرات بجامعة دمشق.
وخلال لقاء حواري موسع طالب المشاركون في الملتقى بضرورة الإنهاء الفوري للحصار والإجراءات القسرية أحادية الجانب المفروضة على سورية وشعبها منذ 12 عاماً، وناشدوا المنظمات الدولية للتحرك السريع والضغط على الحكومات لإنهاء الحصار، وتقديم المساعدات الفورية لسورية للتخفيف من آثار الزلزال والحصار المفروض عليها، ودعم ومساندة الحالات الإنسانية.
رئيس الاتحاد الوطني لطلبة سورية دارين سليمان قالت في كلمة خلال افتتاح الملتقى: “إن هذا الحدث فرصة ومنصة ومساحة للمطالبة بكسر الحصار، ورفع الإجراءات القسرية أحادية الجانب عن سورية، التي أثرت على إمكانيات البلاد في معالجة تداعيات كارثة الزلزال”.
وأضافت: “آن الأوان لتوحيد جهودنا لكسر الحصار لأن ما يحدث في سورية جريمة بحق الإنسانية”، مبينة أن إمدادات الدول العربية لإغاثة المتضررين من الزلزال في سورية شكلت صورة مشرفة بالوقوف إلى جانب الشعب السوري.
ومن لبنان قال المشرف العام على الملتقى ورئيس الوفد العربي عبد الله عبد الحميد: “سنبقى معاً في مواجهة كل المؤامرات التي تحاك ضد أمتنا، نحن أبناء أمة عربية واحدة، ونحن جسد واحد، أي خلل في أعضائه كله سيمرض، فكيف إذا كان قلب العروبة النابض”.
وأكد عبد الحميد أن سورية تعرضت لحرب عالمية كونية، ولكنها بقيت صامدة لأن شعبها وعبر التاريخ لم ولن يرضخ لكل المؤامرات الخارجية، وجيشها الباسل قدم الكثير من التضحيات، وقيادتها الحكيمة تعرف حجم المؤامرات وكيفية مواجهتها، ولها كل التحية والتقدير.
بدوره أوضح رئيس منظمة اتحاد شبيبة الثورة سومر ظاهر أن الملتقى فرصة لإيصال رسالة الوفود الطلابية العربية بالمطالبة برفع الحصار عن سورية، والوقوف إلى جانب الشباب السوري في محنة الزلزال التي تعرضت لها البلاد بعد 12 سنة من الحرب الإرهابية، فسورية اليوم تواجه تداعيات الزلزال بأقل الإمكانيات والموارد نتيجة الإجراءات الاقتصادية القسرية المفروضة عليها.
وقدم قاسم شاغوري عضو قيادة اتحاد شبيبة الثورة عرضا حول منعكسات الحصار الاقتصادي على سورية بعنوان (سورية والإجراءات القسرية أحادية الجانب .. تجويع وقتل بطيء للشعب السوري)، تحدث فيه عن الإجراءات الغربية القسرية والآثار التي خلفتها على مدى سنوات في كل القطاعات.
ولفت المهندس عمر الجباعي عضو المكتب التنفيذي للاتحاد الوطني لطلبة سورية إلى أن سورية تفخر بهذا الجمع العربي المميز من الطلبة والشباب العربي القادمين إليها على نفقتهم الشخصية وهي تمر في ظروف استثنائية لتقديم الدعم والتضامن معها، معتبراً أن هذا الأمر يؤكد أن العروبة ما زالت بخير وأن سورية تشكر وتثمن ذلك.
ومن لبنان قال قاسم حيدر: إن سورية لم تبخل يوما بالعطاء وتقديم يد العون إلى أخوانها العرب والوقوف إلى جانب قضايا الأمة، وحقها اليوم علينا أن نقف إلى جانبها نحن الشباب قبل حكوماتنا، ونحن لا نطالب بعودة سورية إلى جامعة الدول العربية، بل ندعو جامعة الدول العربية إلى العودة لسورية لأنها قلب العروبة النابض.
ومن فلسطين دعا منقذ أبو عطوان الشعوب العربية والمواطنين العرب إلى استغلال شبكات التواصل الاجتماعي لإظهار مساوىء القوانين المفروضة على سورية، مؤكداً ضرورة تشكيل لجنة فلسطينية يكون لها ارتباطات مع الدول العربية لرفع شعار (نعم لكسر الحصار عن سورية) قلب العروبة النابض.
ومن اليمن قال عادل قداد: في كل الدول نقول الجندي المجهول هو مجهول أما في سورية فهو معلوم، لأنه الجندي العربي السوري الذي استشهد دفاعاً عن بلده، مؤكداً أن سورية كانت في قلب كل عربي، وكانت قلعة حقيقية واجهت الكثير من القضايا، مضيفاً: إن انتصار سورية يجعلنا أكثر قرباً من تحرير فلسطين، وعلينا الوقوف إلى جانبها لرفع الحصار عنها.
ومن العراق طالب أحمد مرعي بضرورة وضع خطة تشمل القطاعات التربوية والتعليمية والصحة والسياحة لإعادة سورية إلى ألقها السابق، لافتاً إلى أن سورية احتضنت الشعب العراقي خلال الغزو الأمريكي، ونحن مع سورية حتى كسر الحصار.
ومن الجزائر قال ديهكال الطيب: جئنا لنوجه رسالة عروبية قومية إلى المجتمع العربي، ولنؤكد أنه في ظل تنامي أخطبوط الحصار على سورية لا بد من اتخاذ قرارات وإجراءات عاجلة كهيئات ومنظمات دولية عربية وعالمية، من أجل الضغط على منابع القرار العالمي لإنهاء الحصار.
وخلال مؤتمر صحفي عقب اللقاء الحواري أكدت رئيس الاتحاد الوطني لطلبة سورية دارين سليمان أن المشاركين تحدوا الصعوبات اللوجستية والتقنية الأخرى للوصول إلى سورية للمشاركة مع الشباب العربي السوري والطلاب في الجامعات والمعاهد السورية، لتكون أصواتهم مع أصواتنا متضمنة في ملتقى واحد لكل الشباب العربي، ليكون صوت واحد ينادي برفع العقوبات ولكسر الحصار عن سورية، مبينة أن الملتقى يتضمن برنامجاً متكاملاً ومجموعة من اللقاءات بهدف توجيه مناشدة للمجتمع الدولي لرفع الإجراءات القسرية أحادية الجانب، وخاصةً بعد كارثة الزلزال وتداعياتها الإنسانية التي ألمت ببلدنا والتي عرت السياسات الغربية والأمريكية المعروفة.
ورداً على سؤال ماذا تطلب دمشق من هؤلاء الشباب بعد العودة إلى بلدانهم أوضح رئيس اتحاد شبيبة الثورة سومر ظاهر أن المطلوب من هؤلاء الشباب توحيد الصوت والرؤية، وأن يكون هناك مخرج حقيقي لرفع العقوبات وكسر الحصار، مبيناً أن الآمال المرجوة من هؤلاء الشباب العرب المشاركين نقل ما شاهدوه اليوم في سورية، وما تعانيه من فرض العقوبات الظالمة عليها إلى حكوماتهم.
ولفت ظاهر إلى أن إقامة الملتقى التضامني في دمشق بحد ذاته حامل لرسائل متعددة لا بد من أن ينقلها الشباب العربي إلى دولهم، وعلينا وضع آليات فاعلة وحقيقية قادرة على توحيد الجهود العربية وتكثيفها خلال الفترة القادمة.
المشرف العام على الملتقى ورئيس الوفد العربي عبد الله عبد الحميد نوه بالتفاعل الذي أبداه الشباب العربي للمشاركة في الملتقى، وبين أن المشاركين طرحوا العديد من الاقتراحات في مجالات التربية والتعليم والزراعة، ما يتطلب إلغاء التأشيرات وفتح قيود التنقل بين الأقطار العربية، وهو ما تم اعتماده شعاراً للملتقى بدورته الحالية من قلب العروبة النابض دمشق.
وكانت الوفود الطلابية العربية المشاركة في الملتقى زارت صباح اليوم ضريح الجندي المجهول في جبل قاسيون بدمشق، ووضعت إكليلاً من الورد على الصرح، وقرأت الفاتحة على أرواح الشهداء.