أطياف ماضية

الوحدة 2-3-2023

وجوه غريبة، أشباح تتراقص على سمات غريبة، فترسم صوراً غريبة، على جباه غريبة.
أناس يضحكون….وآخرون ينزوون بعيداً يغالبون دمعاتهم
تخاطبهم ..يرمقونك بنظرة تعطيك جواب ما تريد التساؤل عنه فلا تملك والوضع هكذا إلا وأنت تبتسم ابتسامة صفراء وتمضي إلى حيث تقودك قدماك.
***

– كل يوم تشرق الشمس، وكل يوم تغيب.
وبشروقها ومغيبها ينصرم نصف يوم من عمر الحياة.
وهذا النصف قد يكون مؤلماً وقد يكون ساراً.
لا يهم نوعه.
المهم أن تعرف كيف تحياه
* *
– آثر العمر أن يلقيني على صخرة العذاب أرنو إلى الشمس وهي تميل بانكسار حزين نحو مغيب مفجع.
فأرسل زفرة تحمل كل عذابات السبعين من عمري.
أتعلل أحياناً بالصبر، غير أن صبري لا يلبث أن يصدمني بجدار لا يريم، فأقول: ( أيوب أنا ) فليذهب الصبر إلى أيوب نفسه.
* *
– أسير بخطىً وئيدةٍ على رمالٍ صفراء، أصيخ السمع إلى المويجات، أنظر إلى البحر الممتد أمام ناظري.
نسيماته تلفح وجهي. أشعر بالفرح يغمرني. أرسل ابتسامة صغيرة لا تلبث أن تكبر وتكبر. أقهقه ساخراً وكأن هوساً أصابني أتطلّع حولي، فلا أرى إلا الزبد الذي أصرّ على محاكاتي فراح يرغي على الشط وحيداً.
* *
– تتوق نفسي إلى التدخين
أتحرى جيوبي، تعود أناملي فارغة …
لقد نسيت أني لا أدخن. فلتمت هذه الرغبة إذاً.
* *
– أصفّر…أنيني. غنائي بشع كنعيق غراب مهاجر
أشعر أني قميء، أطبق فمي. وأنظر فيما حولي. لم أعد أتبين الأمور بشكل جيد. هي الشمس غابت وغاب معها آخر نور كنت أترقبه.
* *
– أعود إلى بيتي.. تسامرني أطياف ماضيات. أبتسم في سريّ، أستلقي أغمض عينيّ، أحاول النوم، عبثاً أحاول النوم.
تعود الشمس فتشرق من جديد.

سيف الدين راعي

تصفح المزيد..
آخر الأخبار