دراسة حول… العودة الآمنة للطلاب والتلاميذ إلى مدارسهم بعد الزلزال 

الوحدة:٢٦-٢-٢٠٢٣

تشير الدراسات النفسية والاجتماعية التي أجريت بعد العديد من الكوارث الطبيعية وأهمها الزلازل إلى أن هناك بعض النقاط التي يجب مراعاتها خلال مرحلة عودة التلاميذ والطلاب إلى المدارس عقب الكارثة.

وتؤكد إحدى هذه الدراسات أنه لضمان تكيف الأطفال المتضررين من الزلزال في مدارسهم القديمة غير المتضررة أو الجديدة، وتلبية احتياجاتهم النفسية بشكل فعال، هناك بعض النقاط التي يجب مراعاتها خلال هذه المرحلة، لا سيما أنه من المفترض أن توفر المدرسة بيئة مناسبة لتنمية المهارات الاجتماعية وتعزيز قيم المساعدة والتعاون وتطوير المهارات العاطفية كالتعبير عن المشاعر والتحكم بها ومهارات التواصل والتعبير عن الذات.

– وتنصح الدراسة أنه وقبل التخطيط لأي نقاش أو درس عن الزلازل في الصفوف الدراسية، ينبغي على المدرسين مراعاة أنه قد يكون هناك بعض الطلاب ممن فقدوا أحداً في الزلزال، حتى لو كانوا لا يعيشون في المناطق المتضررة.

لذا ينبغي التعامل مع موضوع الموت بقدر عال من الحذر والتقليل من احتمالات إثارة القلق بشكل خاص لدى الأطفال الذين عانوا من تجربة مؤلمة أو فقدوا أحداً ، وفي هذا يمكن تعزيز التواصل بين التلاميذ والمعلمين بشكل فوري. أما إذا كان في الصف طالب جديد قادم من إحدى مناطق الزلزال، فمن الضروري التحدث مع عائلته بشأن مكان وكيفية تعرضه للزلزال، والحصول على معلومات عن طبيعة الطالب قبل وبعد الزلزال، وإجراء مقابلة مع الطفل. فلكل أسرة تجربتها الخاصة مع الزلازل، مثل مدى تأثر المبنى الذي كانوا يعيشون فيه، والخسائر في المناطق المحيطة، كما أن وضع هذه الأسر واحتياجاتها تكون مختلفة عن بعضها البعض.

ويلعب المعلمون دوراً حاسماً في التعرف على احتياجات الأطفال، وتقديم التوجيه اللازم أثناء فترات الكوارث والحالات الطارئة، في الوقت الذي يكافح فيه الآباء جسدياً أو اجتماعياً أو نفسياً أثناء محاولتهم تأسيس حياة جديدة.

لذلك، من المهم أن يكون المعلمون على دراية جيدة بالتجارب النفسية للأطفال الذين تعرضوا للكارثة في هذه الفترة، ومعرفة المواقف الأكثر شيوعاً التي لا تتطلب تدخلاً من قبل أخصائيين والمواقف التي تتطلب الإحالة إلى طبيب نفسي.

– وتنوه الدراسة إلى أنه خلال اللقاءات بشأن الزلزال في الصفوف الدراسية، من الممكن أن يشير المعلم إلى مرور البلاد بكارثة زلزال حزينة للغاية، دون إعطاء معلومات مفصلة بشأن ماهية الزلازل.

كما يمكن توجيه أسئلة للطلاب عن مشاعرهم، لكن دون توجيه تلك المشاعر والأفكار، بل تشجيع الطلاب على الكتابة ومشاركة مشاعرهم وأفكارهم مع الآخرين، وترسيخ التعاطف الوجداني مع الضحايا.

وفي هذه الحالة، من المفيد عدم تكرار جميع المدرسين نفس الأسلوب، ويمكن ضمان ذلك من خلال تعزيز التواصل والتنسيق بين المعلمين فيما يخص الأنشطة المشتركة.

– وتشير الدراسة إلى أنه ينبغي عدم التسرع في إجراء تدريبات على التعامل مع الزلازل في المدارس، وفي حالة عرض مقطع فيديو أو صورة في الفصل الدراسي أثناء التدريب على الزلزال، يجب أن تكون فنية وتمثيلية وألا تحتوي على صور حقيقية للأنقاض.

وأثناء التخطيط لإجراء تدريبات على التعامل مع الزلازل، من الضروري جداً مراعاة الأطفال الذين عايشوا كارثة الزلزال من قبل، وربما ينبغي تنظيم تدريبات منفصلة لهؤلاء الأطفال. وينبغي إبلاغ جميع العائلات أثناء التخطيط لتلك التدريبات، لأن هذا النوع من التدريبات يمكن أن يزيد من القلق ويؤثر على أنماط النوم لدى بعض الأطفال، رغم ضرورتها وأهميتها.

– وفي ختام الدراسة، جاء التأكيد على أنه من المفيد أن يكون المعلمون على دراية بما يجب قوله أو عدم قوله، وفعله أو عدم فعله، أمام الطلاب والتلاميذ الذين فقدوا أهلهم أو أقاربهم… أو تعرضوا لكارثة الزلزال . ودعت الدراسة كادر التوجيه في المدارس إلى إجراء دورات تدريبية لتعريف جميع المعلمين بالإسعافات الأولية النفسية. إذ ينبغي على المعلمين ألا يجعلوا الطفل الذي أتى إلى الصف الدراسي من منطقة منكوبة بسبب الزلزال يشعر أنه في موضع الشفقة، بل التعامل معه كطفل أو مراهق في طور التغلب على تجربة صعبة. كما يجب على المعلمين عدم استخدام مصطلحات من قبيل “ضحايا الكوارث” أو “ضحايا الزلزال” وعدم مخاطبة الطفل بمصطلحات من هذا القبيل، ذلك أن القلق والتوتر يؤثر على الانتباه والتركيز والتعلم.

أخيراً ، بإمكان المدارس، تنظيم المزيد من الأنشطة التي تعزز مسؤوليتنا كمجتمع تجاه الطلاب وتقييم الأنشطة لتطويرها وتقديم ما هو أفضل استعداداً لمرحلة التعافي من آثار الكارثة.

فدوى مقوص

 

تصفح المزيد..
آخر الأخبار