الوحدة 10-2-2023
فجر الاثنين الرهيب. التوقيت المباغت الخارج من رزنامة الزمان، ومن خرائط المكان.الفجر الحزين الباحث عن الذهول في عيون حالمة..
اللحظة المهولة التي تلاقى فيها الموت مع الحياة..
لحظة الانفجار المزلزل، الهائل، الخارج من شقوق الموت وتصدُّعات الخطر..
حيث الخراب المؤكد..
مدنٌ تتصدّع وأبنيةٌ تنهار، وموتى لاذنبَ لهم، لاقوا حتفَهم تحت الأنقاض، أمام كلمة خاطفة قالتها الطبيعة، ولا رَادَّ لهذه الحركة القدرية الاستثنائية القاتلة والمدمّرة..
المصابُ كبير ومؤلم، والوجعُ فاقَ حدودَ الإدراك والتصور، لكنها اللحظة العبثية التي سيسجلها التاريخ وتقرأها الأجيال التالية..
أمام هذا الحدث الجلل لابدّ من لملمة المشهد المدمّر بشجاعة ونبل، وبكثيرٍ من الإنسانية:
انتشالُ الضحايا، وانقاذ الناجين الذين تناثر غبارُ الموت على وجوههم المذعورة..
فرقُ إنقاذ من أبناء البلد ومن منظمات ودول صديقة أرادت التضامن معنا، بالقول وبالفعل، وبفرقٍ طبية وإسعافية لبت النداء..
وقائدٌ، رئيسٌ، إنسان، كما شاهدناه في الحرب الكونية مع جنوده على الخطوط الأمامية، هاهو اليوم حاضر في مواقع الحدث الزلزالي الأليم، ليبلسمَ جراح المنكوبين، ويطمئن على حالة المصابين والمتضررين من الزلزال الكارثي، ويوجه، ويثني على الكوادر الطبية والإسعافية والإنقاذية، الذين يعملون بصمت وبحس إنساني كبير، يؤدون واجبَهم الوطني ببطولة نادرة، في محنةٍ غير مسبوقة.
أمام الجميع مسؤولياتٌ جِسام. مناطق ومدنٌ متضررة، دخلت رسمياً بتوصيف (مناطق منكوبة)، هي أحوج لمن ينهض بها من تحت الردم، ولمن ينهض ببلدنا وناسها،من زلزال الحرب، بكل وجوهها، كما من (زلزال الفجر الأسود)، شعارنا الأمل بالعمل والمحبة المؤطرة بإنسانية خالصة، نتقن أبجديتها، في حين أنها غير موجودة لدى الغرب، كما قال السيد الرئيس في أحد مواقع إزالة الأنقاض في مدينة حلب.
هي محطة صادمة وغير متوقعة لكنها حدثت، وصارت أمراً واقعاً، فرض إيقاعَه على حياتنا لحظة بلحظة، وعلينا أن نتعلم منه، ومن خلاله نعطي الإشارة الساطعة أننا بلدٌ يعرف كيف ينهض من جديد، كما طائر العنقاء.
رنا رئيف عمران